نعم ، العقل يرجّح نصرة المظلوم ، والوقوف في وجه الظالم ، وعلى الصعيد الدولي نرى أنّ المجتمع الدولي يرفع شعار مكافحة الإرهاب حتّى لولم يكن ذلك الإرهاب في نفس الدولة التي رفعت الشعار.
أمّا في إطار النظام العالمي الموحّد نرى أنّ أمريكا تعطي لنفسها الحق في التدخل في شؤون الدول بعنوان مكافحة الإرهاب أو حقوق الإنسان ، وحتّى البنك الدولي يفرض شروطه ، ويتدخل في الشؤون والسياسات الداخلية للبلد التي تطلب منه قرضاً مالياً ، فلا يدعمها ويقرضها إلاّ إذا أذعنت لشروطه وضغوطه.
إذن ، أصل استخدام لغة القوّة لدفع ظاهرة عدوانيّة وإن كانت في بلد آخر أمر موجود عقلا ومعمول به دوليّاً ومتعارف عليه من قبل المجتمع الدولي
إذن ، الكلام كل الكلام ليس في استخدام القوّة ، وإنّما الكلام في الخلفيّة الحقوقية ، والتبرير الحقوقي لاستخدام القوّة.
ما هو الإرهاب؟
ولذلك ترى جدلا كبيراً في تحديد مفهوم الإرهاب ، وإلى الآن لم يرسُ هذا على مفهوم متفق عليه على طاولة الجدل البشريّة.
الإرهاب بما هو مفهوم يعتبر مفهوماً مذموماً ، لا يساوي المبادرة بالقوّة العسكرية ، فربما يبادر الشعب المظلوم باستخدام القوّة اتجاه الجهات التي تظلمه ، وهذا يتم في غياب أجواء الحوار ، وعندها تعطي تلك الجهة الظالمة لنفسها الحق في استخدام القوّة اتجاه تلك القوّة الضعيفة ، وتعتبر أيّ فعل يشكّل مبادرة عسكرية من قبل تلك الجهة الضعيفة إرهاباً ، ومن الإجحاف اعتبار هذا العمل إرهاباً ، بل هو مقاومة مشروعة لاسترداد الحق ، كما هو حال المقاومة في جنوب لبنان.