إلى الأدلة الظنية التي قد تكون معتبرة عند هذا المجتهد وقد لا تكون معتبرة عند ذاك المجتهد ، والبعض يقول : أنّ الخلاف بين المذاهب خلاف فقهي وليس عقائدي ، والبعض يقول : أنّ أُصول الدين عند كل المسلمين واحدة ولا خلاف بين المذاهب عليها.
نحن نعتقد أنّ هذه الأُمور لا تخدم مسيرة التقريب التي نتمنى لها كل التوفيق ، وذلك لأنّ هذه الأُمور بعيدة عن الواقع والحقيقة ، ونحن تهمّنا الوحدة الإسلامية وكل الأُمة الاسلامية من منطلق أنَّ الإمام الحسين عليهالسلام قد أعلن أنّ الإصلاح في أُمّة جدّه ، هو هدف الثورة الحسينية ، ولم يقل الإصلاح في شيعة أبيه ، ممّا يدل على اهتمام الحسين عليهالسلام بعموم الأُمة الإسلامية لا بفئة دون فئة.
إذن يجب أن تكون الصراحة والبحث عن الحقيقة وعدم التنكّر لها هي مدار الحوار. والآراء الحقيقية لا تتنافي مع البحث عن المشتركات ، ويمكن للحوار أن يشق طريقه بصراحة وعلى أُسس واقعية ، والقفز على الحقيقة قد يخلق من الطائفتين طائفة ثالثة تزيد من حدّة الشقاق والخلاف.
الخلاف بين المذاهب واقع في العقائد ، كما هو واقع في الفقه
البعض يعتقد أنّه إذا أقرّ أنّ المذاهب الإسلامية تعيش الخلاف العقائدي فيما بينها ، فإنّ ذلك سيؤدّي إلى تكفير طائفة لأُخرى ، وأنّ أصحاب المذهب المعيّن يرى أنّ أدلته قطعية ويقينية ، وحينها سوف يكفّر أتباع المذاهب الأُخرى بناءً على أدلته.
وهم من أجل أن يتخلّصوا من هذه العقدة نفوا أنّ هناك خلاف عقائدي بين المذاهب الإسلامية ، ولكننا نرى أنّ الخلاف العقائدي موجود ، مع أنّه لا يستلزم تكفير طائفة لأُخرى.