أن ينكر أحد واقعيتها ، والجرائم الأخلاقية لا يمكن لأحد أن ينكر واقعيتها ، وتأثيرها السلبي على المجتمع.
العبودية لله تؤسس للعدالة
يجب علينا أن نثبت أنّ مالك الملوك ذا الحق المطلق هو الله عزّ وجلّ سواء في النظام الإسلامي أو في تعامل أصحاب الأديان الأُخرى مع الله تعالى ، كما في الآية الكريمة : ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَة سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ) (١) ، والتشريع الدولي والعلاقات الدولية ، وكلّ العلاقات الأُخرى لابدّ أن تبنى على هذا الأصل ، أمّا إطلاق الحريات بشكل متحرّر من العبودية لله تعالى فهو يمثّل استعباد البشر لبعضهم البعض ، والعودة إلى أزمنة التخلّف البشري والعصور الوسطى ، ولكن بأشكال جديدة ، أمّا العبودية لله فإنّها تضمن كون البشر سواسية أمام الله تعالى.
مفهوم الفيء
أمّا الثروات فمصرفها للمحرومين ، وتدبيرها هو كما قالت الآية : ( مَا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَىْ لاَ يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الاَْغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) (٢) ، والفيء في الاصطلاح الإسلامي هو كلّ الثروات الأرضية ، وهذه الآية هي من الآيات المحكمة العظيمة.
__________________
١ ـ آل عمران (٣) : ٦٤.
٢ ـ الحشر (٥٩) : ٧.