بالفيء ، وأحلّو حرام الله ، وحرّموا حلاله » (١).
ونادى رسول والي يزيد على مكة عمرو بن سعيد يحيى بن سعيد ـ الامام الحسين عليهالسلام حينما أراد الخروج إلى كربلاء : « يا حسين ألا تتق الله؟ تخرج من الجماعة ، وتفرّق بين الاُمّة بعد اجتماع الكلمة » فردّ عليه الإمام الحسين عليهالسلام.
« لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون » (٢).
بنو أُمية كانوا يسمّون المنتمين إلى حكوماتهم الجائرة بـ « الجماعة »
وكان التعبير بالجماعة يشير إلى السلطات الأموية الحاكمة ، وإلى الخلافة المسيطرة على أُمور المسلمين ، وكذلك عمرو بن الحجاج الذي كان أبرز معاوني عمر بن سعد ، قال وهو يستنفر جيوش الظلم الأموية ضدّ سيد الشهداء الحسين بن علي عليهالسلام : « ألزموا طاعتكم وجماعتكم ولا ترتابوا في قتل من مرق من الدين وخالف الإمام » (٣).
فكان الأمويّون يعتقدون أنّ السلطات الحاكمة الظالمة هي التي تمثّل « الجماعة » وأنّ الخروج عليها مروق من الدين.
ومن المؤسف أنّ إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق السعدي الجوزجاني الذي كان يسكن في الشام ، وكان ورده سب ولعن علي بن أبي طالب عليهالسلام يُعبّر عنه بأنّه صلب في السنّة « (٤) ، ولا ندري كيف يكون من كان ورده سب علي عليهالسلام صلباً في السنّة؟! ثم أنّه رأى رأي الخوارج فأخذ ينكر على السلطان وإن لم يعتقد بوجوب الخروج عليه.
__________________
١ ـ بحار الأنوار ٤٤ : ٣٨٢ ، باب ما جرى عليه بعد بيعة الناس ليزيد.
٢ ـ البداية والنهاية ٨ : ١١٦. الآية في سورة يونس (١٠) : ٤١.
٣ ـ بحار الأنوار ٤٥ : ١٩ ، باب ما جرى عليه بعد بيعة الناس ليزيد.
٤ ـ تهذيب التهذيب ١ : ١٨١ ، الرقم ٣٣٢.