انتدب الإمام الهادي عليهالسلام داود أبا هاشم الجعفري ، وهو أحد كبار تلاميذ الإمام ، وهو فقيه من الفقهاء الكبار ، والذي كان من نسل جعفر الطيار ، وكان من تلاميذ الرضا والجواد والهادي عليهمالسلام ، وهذا الشخص شخص عزيز لا يفرّط به ، مع ذلك انتدبه الإمام الهادي عليهالسلام للدعاء له تحت قبة الحسين عليهالسلام ، وكان ذلك في زمن المتوكل المعروف ببغضه للحسين وأهل البيت عليهمالسلام ، وفتكه بشيعتهم حتّى أنّه كان يقطع أيدي زوّار الحسين عليهالسلام.
إذن إرسال الإمام الهادي عليهالسلام لأبي هاشم الجعفري في هذا الجو الخطر رغم مقامه العلمي الشامخ يدل على اهتمام الإمام البالغ بزيارة الإمام الحسين عليهالسلام ، وعندما استغرب أبو هاشم الجعفري من هذا الطلب من الإمام المعصوم المستجاب الدعوة ، قال له الإمام الهادي عليهالسلام : « ... إنّ لله مواضع يحب أن يعبد فيها ، وحائر الحسين عليهالسلام من تلك المواضع » (١).
الأنبياء يحملون أرقى نماذج العولمة
العولمة تنطوي على معنى التوحيد في الرؤية والتجارة والقانون والاتصال والسياسة والأمن والحاكمية والثقافة والفكر ، وهي مضادّة للتفرقة والاختلاف والتمييز.
قد مرّت البشرية بأدوار عديدة ، مع وجود الرسل الذين كانوا يتميّزون بوحدة الهدف ، ويحملون نفس المشروع الإصلاحي الإلهي على الأرض ، وقد تكبّدت البشرية التي رفضت هذه الرسالات السماوية خسائر فادحة نتيجة عدم الاستجابة للأنبياء ، فعانت من التفرقة والتمييز والعنصرية.
__________________
١ ـ كامل الزيارات : ٤٥٩ ، الحديث ٦٩٨ ، الباب (٩٠) أنّ الحائر من المواضع التي يحب الله أن يدعى فيها.