أحبّ عمل قوم أشرك في عملهم » (١).
الحبّ والبغض مسؤولية كبيرة
وهذا يفسّر لنا لماذا يتعلّق الحبّ بهذه المرتبة الكبيرة؟ وقد تميّزت مدرسة أهل البيت عليهمالسلام بهذه القضية ، فلا تجد مذهباً من المذاهب التي تنتمي إلى الديانات السماوية أو من غيرها من الملل والنحل يتحسّس من موضوع الحبّ والبغض كما هو مذهب أهل البيت عليهمالسلام ، فهو مذهب يحثّ على التضامن والمساندة ووحدة الموقف كما هو في المصطلحات الحديثة ، أو التولّي كما هو في المصطلح الديني ، وفي مقابل ذلك الاستنكار والشجب والإدانة ، وبالمصطلح الديني التبرّي ، وسواء استخدمنا المصطلح الحديث أم المصطلح الديني فالموقف المطلوب الذي يطلبه أهل البيت عليهمالسلام من أتباعهم هو موقف واحد يتمثّل في التضامن مع المظلوم والبراءة من الظالم انطلاقاً من مسؤولية الموقف تجاه الظالم والمظلوم.
الروح هي المسؤولة عن الحبّ والبغض
والروح هي المسؤولة عن الحبّ والبغض ، وما حدث في التاريخ وما سيحدث له أثره الكبير على الروح وتلوين الروح وتشخيص هويّة الروح ، فالحوادث التاريخية ليست شيئاً أكل الدهر عليها وشرب ، وإنّما هي حوادث حاضرة ومؤثّرة على الروح ، وقد يعبّر عن الروح بأنّها حصيلة معلومات ، ولا يمكننا أن نتصوّر الروح من غير معلومات.
تشدّد القرآن الكريم وأهل البيت عليهمالسلام في مسألة الحبّ والبغض
وتشدّد أهل البيت عليهمالسلام في هذه المسألة يتوافق مع التشدّد القرآني في المسألة
__________________
١ ـ مستدرك الوسائل ١٢ : ١٠٨ ، الحديث ١٣٦٤٨.