حجج قريش باعتبارهم من أتباع دين إبراهيم الحنيف ، وأنّهم أهل حرم الله ، كذلك واجه الإمام علي عليهالسلام حجج المخالفين له بأنّ من المخالفين له أُمّ المؤمنين ، ووجود كبار الصحابة كطلحة والزبير في الجيش المناوىء له ، أمّا الخوارج فكانت حجّتهم « لا حكم إلاّ لله » ، في حين أنّنا نعتقد أنّ التوحيد في الحاكمية لا يوجد في أيّ مدرسة من المدارس الدينية والفكرية غير مدرسة أهل البيت عليهالسلام التي تطبّق التوحيد في الحاكمية من خلال أصل الإمامة الذي تعتقد به.
فقأت عين الفتنة
ولذلك قال الإمام علي عليهالسلام : « إنّي فقأت عين الفتنة ، ولم يكن ليجترىء عليها » (١). فحارب الإمام علي عليهالسلام من كانت تحمل لقب أُمّ المؤمنين ، وهذا اللقب ورد في القرآن الكريم (٢) ، وتمّ بالفعل تفضيل زوجات النبي صلىاللهعليهوآله ، ولكن بشرط التقوى ، ومع سقوط هذا الشرط لا يبقى لهم التفضيل ، قال تعالى : ( يَا نِسَاءَ النَّبِىِّ لَسْتُنَّ كَأَحَد مِنْ النِّسَاءِ إِنْ اتَّقَيْتُنَّ ) (٣).
وكانت حرب علي عليهالسلام لبعض من يُدعى أنّه من العشرة المبشّرين بالجنّة تكشف زيف هذه الفكرة ، وتبثّ الوعي في الأُمّة ، والإمام علي عليهالسلام الذي قاتل على التنزيل هوالذي قاتل على التأويل.
اتهام شقّ عصا المسلمين لعلي والحسين عليهماالسلام
وكما اتُّهم الإمام علي عليهالسلام بأنّه قد شقّ عصا المسلمين (٤) ، كذلك اتُّهم الإمام
__________________
١ ـ ميزان الحكمة ٢ : ٧٣٧ ، الحديث ٤٦٦٨.
٢ ـ الأحزاب (٣٣) : ٦.
٣ ـ الأحزاب (٣٣) : ٣٢.
٤ ـ الأمالي للطوسي : ٥٠ ، الحديث ٦٦.