انكار المنكر التاريخي في القرآن الكريم
وهذا الكلام له شاهد من القرآن الكريم ، فالقرآن الكريم يعاتب ويؤنّب ويندّد باليهود المعاصرين للنبي محمّد صلىاللهعليهوآله بما فعل أجدادهم قبل قرون عديدة ; لأنّهم متعاطفون مع أجدادهم ، والقرآن الكريم لا يخاطبهم مخاطبة المتعاطف مع الظالم ، وإنّما يخاطبهم مخاطبة الظالم والمرتكب للجريمة ، وله شواهد عديدة ، منها قوله تعالى : ( الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُول حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَان تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) (١) ، مع أنّ اليهود المعاصرين للنبي صلىاللهعليهوآله لم يقتلوا رسل الله ، ولكن الله خاطبهم بهذا الخطاب ; لأنّ هؤلاء رضوا بفعلهم ولم ينكروا عليهم.
وكذلك قوله تعالى : ( وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمْ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ ) (٢) ، مع أنّ اليهود المعاصرين للنبي ليسوا هم الذين عبدوا العجل.
ولعن الله اُمّة رضيت بذلك
ومن هذا المنطلق يحارب الإمام المهدي ( عجل الله فرجه الشريف ) أتباع بني أُمية باعتبار أنّهم رضوا بقتل الحسين عليهالسلام ، وهذا ما فعله القرآن الكريم مع بني إسرائيل المعاصرين للنبي صلىاللهعليهوآله ، وحملهم مسؤولية ما فعله أسلافهم.
وهناك حديث يقول : « بحشر المرء مع من أحب » (٣) ، أمثال قابيل وقارون وفرعون؟!
وهناك دليل عقلي فطري يحسّن الحسن ويقبّح القبيح ، فكيف نحارب فطرتنا ونطمسها؟!
__________________
١ ـ آل عمران (٣) : ١٨٣.
٢ ـ البقرة (٢) : ٥١.
٣ ـ بحار الأنوار ٦٩ : ٨١ ، كتاب الايمان والكفر ، باب أنّ العمل جزء الايمان.