الآية تتكلّم عن صلح الحديبية ، ولم تتكلّم عن غزوة أو حرب ، والبعض يخلطون بين الفتح والنصر ، والذي أجهض نصر الحسين عليهالسلام المادي هو نكث العهد وشراء الذمم.
والعدالة لا تتحقق إلاّ إذا روعيت مصالح الأكثرية العامّة المحرومة كما قال أمير المؤمنين عليهالسلام ، وهذا ما لا يرضي الحاكم الإقطاعي ; ولذلك فهو يغذّي نخباً معيّنة ، ويرشيها ويشتريها ويغدق عليها حتّى يستأثر هو بالقسم الأكبر ، ويعطي هؤلاء الذين هم أصحاب المصالح قسماً من الثروات ويحرم الأكثرية من حقوقهم ، وهذا التصرّف ينطلق من بخله وحرصه وعدم أدائه لحقوق رعيّته.
الأقلام المأجورة
هناك كتابات تحاول إسقاط الحسين عليهالسلام عن رمزيّته وقيادته ، وقد ذكرت لكم في موضع سابق عن كتاب الاستخبارات الأمريكية الذي يعتبر الإمام الحسين نقطة قوّة في المذهب الشيعي ، ويحاول إبعاد الشيعة عن شعائر الحسين عليهالسلام ، فإذا سقطت رمزيّته عليهالسلام تتغيّر خارطة المجتمع ، فحذار من إسقاط رمزيّة الحسين الذي يمثّل العدالة ، والذي لا يقض مضاجع الظّلام فقط ، وإنّما يقض مضاجع أولئك النخبة التي اشتراها الظلاّم وسخّروها لخدمتهم ، فهذه النخبة تؤنّبها عدالة سيد الشهداء عليهالسلام ، فحذار من إسقاط رمزيّة بني هاشم والحسين عليهالسلام.
حذار من الأقلام المغرضة
إلى درجة أنّ بعض الأقلام تدافع عن نظام البعث ، الذي ارتكب هذه المذابح والمقابر الجماعية ، ولا أدري لماذا هذه الوقاحة والصلافة؟! وهذه الأقلام تنتسب إلى الطائفة الشيعية للأسف الشديد ، وقد ذكر لي الشهيد السيد محمّد باقر الحكيم ـ وكان جارنا في قم المقدّسة ـ : أنّ صدام قد جمع أعضاء القيادة القطرية السفاكة