بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمّة المركز
يلاحظ أنّ العقود الأخيرة من حياتنا المعاصرة ـ الأربعين سنة الأخيرة ـ شهدت في أُروبا تيارات ثقافيّة متنوّعة ، يَسِمها طابع التمرّد والتشكيك والتحوّل من تيار إلى آخر ..
بيد أنّ ما يُطلق عليه مصطلح ( التيار التفكيكي ) يظلّ هو التيار الأشدّ حضوراً في السنوات المعاصرة ، بالرغم من انحساره نسبياً ، وظهور تيارات أُخرى ، كـ ( التاريخانية ) وما سواها من التيارات اليسارية الجديدة ..
إنّ التيار المذكور مع بعض أجنحته ، كـ ( تيار الاستجابة والتلقّي ) ونحوهما ، يتميّز عن سواه بكونه ينطلق من خلفية فلسفية هي ( التشكيك ) في المعرفة والكينونة و ... ، حتّى إنّه أُطلق على العصر الذي شهد هذا التيار بـ ( عصر الشكّ ) ، وكانت انطلاقته من فرنسا ـ البلد الذي ينفرد بإحداث الموضات الجديدة في الصعيد الثقافي بعامّة ..
وقد واكب هذه الفلسفة التشكيكيّة تطوير الدراسات اللغوية التي بدأت مع العقد الثالث من القرن العشرين ، حيث استثمر التيار التفكيكي أو التشكيكي معطيات هذه التيارات ( الألسنيّة ) ، ووظّفها لصالح تفكيكيّته أو تشكيكيّته ، وذلك