مبررات القتال في القرآن الكريم
العنف واستخدام القوّة ليس من طبيعة الإنسان الأوليّة لا في التقنين ولا في التشريع ، ولكنّها تكتسب الشرعية من خلال بعض الظروف المحيطة بها.
نحن نرى أنّ التشريع الإسلامي والآيات الكريمة تحمل شعاراً يتناغم مع الفطرة ، فمن الآيات المحكمة قوله تعالى : ( وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً ) (١) ، والقرآن الكريم بيّن أنّ هدف الجهاد وغرضه وغايته هو تثبيت شرع الله تعالى ، ونصرة المظلومين والمستضعفين.
إذن : جهاد الدعوة يحمل في طيّاته نصرة المظلومين ، وانجاز حقوق اللّه على عباده ، والاستضعاف تارةً يكون استضعافاً مالياً وماديّاً ، وتارةً يكون استضعافاً عقائدياً وفكرياً وهو من أشدّ الاستضعاف ، قال تعالى : ( إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلا ) (٢) ، فهنا ( لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً ) ، هو الاستضعاف المالي والمادي ، ولا يهتدون سبيلا هو الاستضعاف الفكري والعقائدي.
دور الإعلام في استضعاف الشعوب
الآن الأعراف الدولية والقوانين البشرية تقرّأنّ الشعوب المستضعفة مقهورة ، وتقع تحت التضليل الإعلامي للدول القويّة باعتبار أنّ الإعلام هو السلطة الرابعة ، بل قد يكون أخطر من السلطات التنفيذيّة والتشريعيّة والقضائيّة ; لأنّ الإعلام
__________________
١ ـ النساء (٤) : ٧٥.
٢ ـ النساء (٤) : ٩٨.