الإمام علي عليهالسلام ، وكذلك الإمام الحسن عليهالسلام أن يستنصر المسلمين في قتال أعدائه فإن نصروه جاهدهم وإن لم يفعلوا فلا يبقى لوحده في الميدان ويسقط عنه التكليف ، أمّا الإمام الحسين عليهالسلام فوظيفته الشرعية أن يبقى ولو كان وحده ، كما أمر الله نبيّه صلىاللهعليهوآله في الآية الآنفة الذكر.
هل اختبرت نيّة أصحابك؟
وهكذا ثبت الإمام الحسين عليهالسلام ، وثبت معه أهل بيته وأصحابه ، وكان الإمام عليهالسلام قد ورث الشجاعة من جدّه صلىاللهعليهوآله الذي كان الإمام علي عليهالسلام يقول عنه : « لقد رأيتنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول الله صلىاللهعليهوآله .. » (١) وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « أمّا الحسن فإنّ له هيبتي وسؤددي ، وأمّا الحسين فإنّ له شجاعتي وجودي » (٢). والملفت في سيرة سيد الشهداء عليهالسلام أن غربل وصفّى واختبر أصحابه منذ خروجه من مكة المكرمة ، وهذا ما كان يثير قلقاً عند الحوراء زينب عليهاالسلام حين قالت له في كربلاء : « أخي ، هل استعملت من أصحابك نياتهم فإنّي أخشى أن يسلّموك عند الوثبة واصطكاك الألسنة! » (٣) ، ولكن الحسين عليهالسلام كان مطمئناً من وقوف هؤلاء الأبطال في هذا الزلزال الرهيب وقوف الجبال الرواسي ، وكانت المهمة صعبة ، وكربلاء لا ترضى أن يكون أبطالها إلاّ عمالقة في الإنسانية ، وقمم في الفضيلة.
ولذلك لا تجد باحثاً أخلاقياً ، ولا باحثاً قانونياً يستطيع أن يسجّل مخالفة أخلاقية أو قانونية ارتكبها أصحاب الإمام الحسين عليهالسلام رغم صعوبة الظروف وشدّة الموقف.
__________________
١ ـ ميزان الحكمة ٥ : ٢٢٤ ، الحديث ١٤٨٨٦.
٢ ـ ميزان الحكمة ١ : ١٥٣ ، الحديث ١١١٤.
٣ ـ موسوعة كلمات الامام الحسين : ٤٩٣ ، علاج سيفه وكلامه مع اخته.