أحد لنفسه قط « (١).
وفي تفسير الأمثل ، في ذيل هذه الآية الكريمة ، قال : » العفو قد يأتي بمعنى الزيادة في الشيء أحياناً ، كما قد يأتي بمعنى الحد الوسط ، كما يأتي بمعنى قبول العذر والصفح عن المخطئين والمسيئين ، ويأتي أحياناً بمعنى استسهال الأُمور ... ، ومن البديهي أنّه لوكان القائد أو المبلغ شخصاً فظّاً صعباً ، فإنّه سيفقد نفوذه في قلوب الناس ، ويتفرقون عنه ، كما قال القرآن الكريم : ( وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ) (٢) ، ثمّ تعقب الآية بذكر الوظيفة الثانية للنبي صلىاللهعليهوآله ... ، وهي تشير إلى أنّ ترك الشدّة لا يعني المجاملة ، بل هو أن يقول القائد أو المبلغ الحق ، ويدعو الناس إلى الحق ولا يخفي شيئاً « (٣).
الرفق في مرحلة نص القانون ، وفي مرحلة تطبيق القانون
ونريد أن ننوّه أنّ اللّين والرفق تارةً يكون في النص القانوني والمادة القانونية ، وتارةً يكون في الأداء والإجراء القانوني والقضائي المتخذ مع المتهم ، فقد تكون المادة القانونية خالية من الحدّة والقساوة والظلم ، ولكن الإجراء القانوني وتطبيق المادة القانونية هوالذي يحمل الحدّة والقساوة.
سَنّ القوانين وتفسيرها تبعاً لمصالح شخصية
وهذا الأمر قد يستفاد منه بشكل إيجابي ، وقد يستفاد منه بشكل سلبي وبصور خطيرة ; لأنّ أصحاب المصالح الشخصية قد يتلاعبون في المادة القانونية ، ويفرغونها من محتواها حسب مصالحهم ، أو يفسّرونها بتفسيرات تتناسب مع
__________________
١ ـ الميزان ٨ : ٣٧٩ ، عند قوله تعالى ( خذ العفو وأمر بالعرف ) ، الأعراف (٧) : ١٩٩.
٢ ـ آل عمران (٣) : ١٥٩.
٣ ـ الأمثل ٥ : ٣٣٩ ، عند قوله تعالى ( خُذْ الْعَفْوَ وأْمُرْ بِالمَعْرُوفِ ) الأعراف (٧) : ١٩٩.