الإشكال الخامس :
هذه الطقوس تعتبر نوع من العقوبة التي يوقعها الإنسان على نفسه ـ على نحو التكفير عن الذنب ـ لأنّ أتباع مذهب أهل البيت عليهمالسلام يشعرون بالتقصير في نصرة الحسين عليهالسلام وتخاذلهم في الوقوف معه ، ولذلك فهم يوقعون بأنفسهم العقوبات البدنيّة والنفسيّة المتمثّلة في إحياء الشعائر الحسينية ، ويستشهدون بثورة التوابين بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي.
الإشكال السادس :
أنّ الشعائر الحسينية لا تواكب الزمان ولا تناسب العصر ، ولماذا لا يتم تجديد الطقوس ونبذ الأساليب القديمة ودفنها في مقابر التاريخ؟! وقد يطرح بعض أبنائنا هذا الإشكال.
وهناك اشكالات أُخرى ، ولكنّنا نقتصر على هذا المقدار.
هذه الإشكالات لا تختص بالشعائر الحسينية
هذه الإشكالات والتساؤلات ليست مطروحة على الشعائر الحسينية فحسب ، بل هي مطروحة على عموم الشعائر الدينية ، والآن يناقشها المفكّرون في إطار حوار الحضارات ، وفي قضايا العولمة ، ولذلك اخترت هذه الإشكالات لتوطئة بحث العولمة ، والكلام ليس في العادات والتقاليد ; لأنّ العادات والتقاليد آليات ، ولكن المهم هو الفكرة التي تتضمننها العادات والتقاليد.
لا يمكن فرض ثقافة على الثقافات الأُخرى وإلغاء خصوصياتها
ومن أهم ما يعترض مسألة العولمة هي قضية اختلاف العادات والتقاليد والهويات القومية واختلاف اللغة اللسانية واللغة غير اللسانية المتمثلة بأفعال معيّنة تحمل معان معيّنة ; لأنّ الإنسان يحمل العديد من اللغات ، وكل تصرف يعمله