باقي الشعوب ، فنلاحظ هنا أنّ هذه الميول تشكّل مصدر خطر على الآخرين ، لا سيّما وأنّ اليابان تعتبر عملاقاً اقتصادياً ، ولذلك عندما يزور المسؤولون اليابنيون قبور القتلى في الحرب العالمية الثانية تحتج الصين ، ويحدث الكثير من الضجيج والصخب ; لأنّ هؤلاء القتلى من الجنرالات كانوا يدعون لسيطرة اليابانيين على غيرهم من الشعوب.
الشيعة كالعسل
قال الإمام الصادق عليهالسلام : « إنّما أنتم في الناس كالنحل في الطير ، لو أنّ الطير تعلم ما في أجواف النحل ما بقي منها شيء إلاّ أكلته ، ولو أنّ الناس علموا ما في أجوافكم أنّكم تحبّونا أهل البيت لأكلوكم بألسنتهم ، ولنحلوكم في السرّ والعلانية ، رحم الله عبداً منكم كان على ولايتنا » (١) ، ونحن الشيعة نعيش في نظام يرعاه المعصوم عليهالسلام ، كما رأينا في الأربعين الأُولى بعد سقوط الطاغية صدام كيف أنّ أربعة ملايين شيعي يزورون كربلاء بصورة منتظمة حيّرت العالم والفضائيات مع غياب الدولة ودعمها دون أن تسجّل حوادث تذكر.
سيطرة العقل الجمعي تفتقر إلى الضمان
إذن سيطرة العقل الجمعي أمر حسن ، ولكن لا ضمان لضعف سيطرة العقل الجمعي أمام الميول العاطفية الجمعية التي تخضع للضعف أمام الشهوة والغضب والطمع وغير ذلك ، وفي مذهب أهل البيت عليهمالسلام فإنّ الأكثرية ليس لها الضمانة المطلقة ; لأنّ الأكثرية قد تتعرّض لغسيل مخ من قبل الإقطاع والأنظمة الحاكمة ، وسيد الشهداء عليهالسلام اتّخذ لغة الحوار حتّى آخر لحظة إلى أن استعملوا العنف معه عليهالسلام ،
__________________
١ ـ الكافي ٢ : ٢١٨ ، الحديث ٥ ، كتاب الإيمان والكفر ، باب التقيّة.