نحن نرجو أن نحقق أعلى مراتب العلم ، والوصول إلى النجومية العلمية في كلّ المجالات ، لكي نرسم صورة مشرفة لديننا ومذهبنا ووطننا.
التقوى والجوهر مناط تقييم الإنسان ، لا المظاهر والترف المادي
إذن قيمة الإنسان في تقواه ، كما أشارت الآية الكريمة من سورة الحجرات ، والقرآن الكريم يهذّب وجود التعدد ، ويطالب بعلومة الهداية والتقوى ، واعتبارها أساساً للتفاضل.
والقرآن يطلق كلمة القرى على المدن التي لا تتمتع بالعناية الروحية ، ويطلق كلمة المدينة على القرية التي تعتني بالروح وتهذّب النفس ; لأنّ القرآن الكريم ينظر إلى المدنيّة الروحية ويعطيها الجانب المتقدّم على المدنيّة المادية.
وحضارة البدن والصناعة مطلوبة ، ولكنها لا تستطيع أن تسمو بالإنسان إلى الدرجات العالية والقرب من الله ، والتخلّف قد يكون تخلّفاً روحياً ، وقد يكون تخلّفاً مادياً ، وهناك عدّة شواهد على أنّ الحضارة الغربية رغم ما توصلت إليه من مستوىً راق في المستوى الروحي إلاّ أنّها تعيش في صحراء روحية قاتلة.
لقمان الحكيم بين المظهر والجوهر
لقمان الحكيم كان حبشياً أسوداً ، وكان من أقبح الناس وجهاً ، ومع ذلك خيره الله بين النبوة والحكمة فاختار الحكمة ، وكان يأنس النبي داود عليهالسلام به ، مع أنّ النبي داود كان بهيّ المظهر ، وله السؤدد على بني إسرائيل والملك العظيم ، كان يأنس بلقمان ويجالسه ويستمع الحكمة منه.
إذن فالمظهر ليس كل شيء ، بل هو لا يمثّل شيء إذا لم يستند إلى الجمال الروحي ، ولذلك فالآيات السابقة على الآية التي ذكرناها في سورة الحجرات قالت : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْم عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلاَ نِسَاءٌ مِنْ