تعبير الإمام علي عليهالسلام : « إمّا أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق » (١) ، أو قول الإمام الحسين عليهالسلام : « إن لم يكن لكم دين ، وكنتم لا تخافون المعاد ، فكونوا أحراراً في دنياكم » (٢) ; لأنّ نبع الفطرة لها مقتضيات قانونية يحترمها التشريع الإسلامي تؤكّد على كرامة الإنسان ، والذين ينادون اليوم بكرامة الإنسان قد سبقهم الإسلام بأربعة عشر قرناً بالمناداة بكرامة الإنسان ، وأنّها الأصل ، ولا تهتك كرامة الإنسان إلاّ بموجب.
هناك فرق بين الكفار في الفكر الإسلامي
أمّا بالنسبة للكفار فالقرآن الكريم يفرّق في التعامل بينهم فهناك كافر عدو وكافر ليس بعدو ، انظروا إلى التعبير القرآني الوارد في قصّة إبراهيم مع آزر : ( وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لاَِبِيهِ إِلاَّ عَنْ مَوْعِدَة وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ للهِِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لاََوَّاهٌ حَلِيمٌ ) (٣) ، لاحظوا أنّه كان يعلم أنّه كان كافراً ، ولكن فرق بين الكافر العدو والكافر غير العدو ، وهناك مصطلح الكافر ومصطلح المشرك ، والكافر الذي يستحق النار والكافر الذي لا يستحق النار ، وقد يستغرب البعض من الكفار الذي لا يستحق النار ، نعم الكافر الذي هو في معرض الهداية ، وفي طريق البحث عن الحقيقة لا يستحق النار.
الجزء الوافر من الشريعة الإسلامية مستمد من الفطرة الإنسانية
الجزء الوافر من الشريعة الإسلامية مستمد من الفطرة الإنسانية ، وهي الفطرة التي أودعها الله في الإنسان ، وهي قواسم مشتركة بيننا وبين باقي أبناء البشر ،
__________________
١ ـ ميزان الحكمة ٨ : ٣٦٩١ ، الحديث ٢٢٧٩٩.
٢ ـ بحار الأنوار ٤٥ : ٥١ ، باب ما جرى عليه بعد بيعة الناس ليزيد.
٣ ـ التوبة (٩) : ١١٤.