كفرت ، ولا ذلّت منذ عزّت ... » (١).
وأبو سفيان كان يعتبر أنّ النبي صلىاللهعليهوآله يخرّب الدين ، ويعني بهذا : الملّة الحنيفيّة.
وقد واجهت النبي صلىاللهعليهوآله نظم قوميّة وإقليميّة ; لأنّ مكّة كانت مهدّدة من الحبشة ، كما دلّلت على هذا سورة الفيل وقصّة أبرهة الحبشي ، وكذلك تهديدات من كسرى الفرس ، ومن الروم ، في الوقت الذي بقت فيه قريش على دين إبراهيم الحنيف ، إذن كان النبي صلىاللهعليهوآله يواجه تهديدات قبليّة من قبل قريش ، وإقليمية من قبل دول أُخرى ، وتهديدات عسكرية ، وتهديدات دينيّة من قبل الديانات الأُخرى ، وكانت الوضعيّة الجغرافية لمكّة وضعيّة تجعلها محاطة بالأعداء الأقوياء.
أسلم بنوا أُمية تحت ضغط السيف ، ولمّا سنحت لهم الفرصة عاودوا حرب الإمام علي عليهالسلام
النبي صلىاللهعليهوآله لم يبدأ بالحروب ، وإنّما كانت حروبه دفاعيّة ، وأنّه اعتمد لغة الحوار ، ولكن الحوار لا يعني الذوبان في الباطل ، فدافع النبي صلىاللهعليهوآله عن الإسلام ، وكان النبي صلىاللهعليهوآله يعتمد على سيف علي عليهالسلام ، هذا السيف الذي جعل بني أُمية يسلمون في عام الفتح بالضغط ، وأسلم بنوا أمية في الظاهر ، ولكن بلا روح ; ولذلك حاربوا علياً بعد النبي صلىاللهعليهوآله وواجهوا سيفه ; لأنّهم لا يمتلكون الإيمان الحقيقي ، ولو كانوا مؤمنين حقاً لم يفعلوا ذلك.
الحجج التي طرحها أعداء الإمام علي عليهالسلام
السيف الذي شيّد بناء الإسلام هو السيف الذي فرض الله عليه أن يشيّد الإيمان في حروبه الثلاثة التي خاضها في زمن خلافته عليهالسلام. وكما أنّ النبي صلىاللهعليهوآله قد واجه
__________________
١ ـ بحار الأنوار ١٩ : ٢٤٧ ، تاريخ نبيّنا صلىاللهعليهوآله ، باب غزوة بدر الكبرى. والقائل أبو بكر.