الجهاد الابتدائي جهاد دفاعي في المصطلح الحقوقي
إذن ، كل الجهاد يرجع إلى الجهاد الدفاعي ، كما أشار إلى ذلك : الشيخ جعفر آل كاشف الغطاء والشيخ الكليني ، وقد قسّم الفقهاء الجهاد إلى قسمين : جهاد ابتدائي وجهاد دفاعي ، والمقصود من الجهاد الدفاعي ، هو استخدام لغة القوّة ردّاً على استخدام العدو للغة القوّة ، أمّا الجهاد الابتدائي فهو جهاد دفاعي أيضاً مع فارق أنّ فيه مبادرة باستخدام القوّة العسكرية مع وجود الغطاء الحقوقي ، وبالتالي يكون جهاداً دفاعياً في المصطلح الحقوقي.
وتطبيقاً لما ذكرنا يتّضح أنّ معركة بدر وحنين ومؤتة كانت جهاداً ابتدائياً بالمصطلح الفقهي ، وحروباً دفاعيّة بالمصطلح القانوني.
لايوجد مصطلح الجهاد الابتدائي في النصوص الشرعية
الجهاد الابتدائي مصطلح فقهي ، ولا يوجد هذا اللفظ في النصوص الشرعية ، نعم بعض الروايات عبّرت عنه بجهاد الدعوة (١) وإذا استعرضنا المبررات الشرعية لهذا الجهاد فلن يكون حرباً عدوانيّة ، بل سيكون جهاد إصلاح وإنماء وإرساء للعدالة.
الجهاد الابتدائي بين الفطرة الإنسانية والنظام العالمي
ولو تساءلنا هل للجهاد الابتدائي ـ في المصطلح الفقهي وليس الحقوقي ـ أو جهاد الدعوة منشأ في الفطرة الإنسانية ، وفي البحوث العقليّة باعتبار أنّ الشريعة الإسلامية توافق الفطرة الإنسانية؟
__________________
١ ـ وسائل الشيعة ١٥ : ٤٢ ، باب وجوب الدعاء إلى الإسلام قبل القتال إلاّ لمن قوتل على الدعوة وعرفها.