والسلطة التنفيذية ، والقانون ملف ثقافي ، وليس ملفّاً إقتصادياً ولا سياسياً ، والفكر هوالذي يتحكّم في شؤون الإنسان ، وفي غرائزه وميوله ، وهذا ما ينطبق على المجتمع حيث يستطيع الفكر أن يوحّد المجتمع ، ولذلك يرى المفكّرون أنّ الوحدة الموجودة عند المجتمع الإسلامي رغم كل المعوّقات والمصاعب ، ورغم التمزّق السياسي والأمني والاقتصادي ، تعتبر وحدة قويّة جدّاً تستطيع أن تجمع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ; لأنّها قائمة على أساس فكري.
إذن فلسفة القانون وعلم النفس وعلم الاجتماع والبحث العقلي الفلسفي يؤكّد أنّ الوحدة الثقافية ـ بالمعنى الشامل للثقافة الذي يضمّ العقائد والأخلاق والآداب والقانون ـ لابدّ أن تؤثّر على الجانب السياسي والأمني والعسكري والاقتصادي باعتبار أنّ كل هذه الجوانب تتأثّر بالثقافة ، لا سيما بالجانب القانوني من الثقافة.
الوحدة العسكرية والاقتصادية تزول بزوال ضغوطها
لا يمكن أن تتحقق هذه الأُمور إلاّ بالجانب الثقافي ، وإذا تحققت بالقوّة والضغط فإنّها سرعان ما تتبدّل وتزول ، ولذلك حتى الإرهاب العسكري قد يستطيع أن يقهر الجانب الضعيف ، ولكن الأمر لا يبقى ، بل يزول بمجرد زوال القوّة العسكرية ، وهذا ما نراه متمثلا في الشروط التي يمليها صندوق النقد الدولي ، ونرى أنّ الدول تستجيب إلى هذه الضغوط طمعاً في المال أو خوفاً من الأزمات المالية ، ولكن هذه الأُمور لا تتحرّك في دائرة قناعة تلك الدولة بتلك الشروط التي أملاها صندوق النقد الدولي.
مفهوم الطاعة من نافذة تراث أهل البيت عليهمالسلام
وفي تراث أهل البيت عليهمالسلام نرى أنّ الطاعة قد تكون ناتجة عن الحب أو عن الطمع أو عن الخوف ، والطاعة التي تُبنى على الحب والاقتناع هي الطاعة المثالية