ونحن ولاة الحوض نسقي محبنا |
|
بكأس رسول الله ما ليس ينكرُ |
إذا ما أتى يوم القيامة ظامئاً |
|
إلى الحوض يسقيه بكفيه حيدرُ (١) |
فهل يعتبر هذا النوع من الفخر من التعصّب للحسب والنسب؟! بل هو فخر بالدين ، والقرب من رب العالمين ، ومن رسول الله عليهالسلام وما أعطاه الله لأهل البيت عليهالسلام يوم القيامة ، وقد قلنا أنّ الدين لا يلغي النسب والقبيلة والانتماء إلى الوطن ، ولكنه يرفض أن تكون هي مناط التفاضل ، بل يجعل التقوى هي المناط في التفاضل بين البشر.
الأفعال التي تتفشّى من خلالها القيم الاجتماعية
وهناك عدّة أفعال يمارسها البشر تتفشّى من خلالها القيم الاجتماعية الصحيحة أو الخاطئة ، منها : التنافر ويقابله التعارف ، والتحسين ويقابله التقبيح ، والاستنقاص ويقابله الامتداح ، والسخرية والاستهزاء والتهكّم ويقابلها الاحترام والتوقير والتبجيل ، واللمز والغمز والطعن ويقابله الفخر والتعريف والتجميل ، النبز ويقابله الاستصلاح ، التذمّر والتنفّر ويقابله الانجذاب والميل ، التوهين والإهانة ويقابله المعاضدة والمساندة.
هذه الأفعال عندما يمارسها المجتمع ، فهي تشير إلى تفشّي وانسياب وتمحور قيمة معيّنة في المجتمع ، وعندما يقبّح المجتمع معنىً معيّناً فإنّ في هذا دليل على أنّ هذا المعنى قد سلب من هذا المجتمع ، إذن القيم قد توجد في هذا المجتمع ، وقد تفقد من هذا المجتمع سواءً كانت هذه القيم قيماً سامية تمثّل الفضيلة أم قيماً هابطة تمثّل الرذيلة.
__________________
١ ـ تفسير نور الثقلين ٣ : ٥٦٥ ، سورة المؤمنون ، قوله تعالى : فاذا نفخ في الصور فلا أنساب ، الرقم ١٥٧.