للمعنى اللغوي دور مهم في فهم النصّ الشرعي
وكذلك قوله تعالى : ( أَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ ) (١) ، هذا نصّ شرعي ، ولا يعني هذا النصّ أنّ البيع قد استجدّ معناه وحمل معنى معيناً ، بل معناه هو المعنى اللغوي ، أي : نحمله على ما يفهمه عرف العقلاء ، وأنّ الشارع لم يردع عن هذا المعنى اللغوي ، وهذا دأب حتى أولئك الذين يحكمون بالبدعة على كلّ ما استجدّ من الشعائر الدينية والطقوس والمراسم الدينية في إحياء وتشييد معان دينية سامية ، حتى أولئك يعتمدون في فهم النصّ في أبواب الفقه على المعنى اللغوي الوارد فيه ، إلاّ إذا تتاقض هذا الفهم اللغوي للنصّ مع معنى من المعاني التعبدية الشرعية.
الشعيرة علامة
وكما أنّ اليافطات والإعلانات تدلّ على أُمور معيّنة ، كما لو رأينا إعلاناً مكتوباً عليه « عيادة » فإنّ هذا الإعلان دليل على وجود طبيب وأجهزة طبية تمثّل العيادة ، كذلك « الدين » له علامات وشعائر. وتارة تكون هذه الشعائر محدّدة من قبل الله تعالى ، كما قال سبحانه وتعالى ( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوْ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا ) (٢) ، وتحديد الشارع لبعض مصاديق الشعائر لا يعني رفضه للمصاديق الأُخرى التي لم يحدّدها.
الفرح لفرح أهل البيت عليهمالسلام والحزن لحزنهم من مصاديق مودّتهم
وكلامنا هذا لا يعني أنّه لم يرد من الشرع شيء في الحثّ على إحياء الشعائر الحسينية ، فالآية الكريمة التي تقول : ( قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي
__________________
١ ـ البقرة (٢) : ٢٧٥.
٢ ـ البقرة (٢) : ١٥٨.