ضرورة التفريق بين الإسلام والإيمان
الدين يتضمّن مرتبتين ، المرتبة الأُولى : ظاهر الإسلام الذي يتضمّن الإقرار بالشهادتين بلسانه « الإيمان بالله والرسول صلىاللهعليهوآله » ، والإيمان بالمعاد وبعض ضرورات الدين ، كمودّة أهل البيت عليهمالسلام والصلاة وغيرها من ضرورات الدين ، ومن وصل إلى هذه المرتبة ، فله ما للمسلمين وعليه ما على المسلمين ، ويحرم دمه وماله وعرضه ، وله حقوق المواطنة الإسلامية في الأحوال الشخصية والمعاملات ، وهذا ليس رأي مدرسة أهل البيت عليهمالسلام ، بل هذا هو رأي المسلمين جميعاً إذا استثنينا التكفيريين منهم.
المنافقون يعتبرون من المسلمين ; لأنّهم يظهرون الإسلام
ويندرج تحت اسم المسلمين المنافقون الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر ، وهذه الفئة التي توعّدها الله تعالى بأشدّ العذاب ، وأنزل فيهم سورة كاملة في القرآن الكريم ، والذين فتحت ملفّاتهم في سورة البراءة التي تتضمّن ثلاثة عشر فرقة تناويء النبي صلىاللهعليهوآله ، مع ذلك لم يخرجهم النبي صلىاللهعليهوآله من ظاهر الإسلام ومن دائرة المسلمين ، وهذا الطرح يسانده القرآن الكريم ، قال تعالى : ( قَالَتْ الاَْعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلْ الاِْيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ) (١).
فالقرآن الكريم يفرّق بوضوح بين المسلمين والمؤمنين ، وهذه حقائق قرآنية لا يمكن معارضتها ، كما لا يوجد أيّ كتاب كلامي ينكر التفريق بين المسلمين والمؤمنين ، وهذا ممّا أجمعت عليه الأُمّة الإسلامية.
الإيمان مرتبة أرقى من الإسلام
والمرتبة الثانية : وهي المرتبة الأرقى ، وهي مرتبة الإيمان ، والإيمان هو
__________________
١ ـ الحجرات (٤٩) : ١٤.