يعتبر لغة توصل مفهوماً معيّناً ، فمثلا : القيام للشخص الآخر يدل على الاحترام ، مع أنّ القيام فعل وليس كلاماً ، واختلاف الأعراف في المجتمعات المختلفة قد يصل إلى مرحلة النقيض ، فيكون الفعل حسناً عند أُمّة ويكون هذا الفعل نفسه قبيحاً عند أمّة أُخرى ، ولا يمكن تذويب اللغات المختلفة في لغة واحدة ، وتذويب الآداب المختلفة في أدب واحد ، وحمل الهويات المختلفة على هوية واحدة ، وقد واجه هذا الطرح العديد من الاعتراضات من قبل العديد من الأُمم التي تخاف على هويتها وعلى عاداتها وتقاليدها.
خطورة طرح العولمة
وطرح العولمة يهدّد هويتنا الوطنية والقومية والدينية والمذهبية والفكرية والروحية ; لأنّ لكل أُمّة عاداتها وتقاليدها بغض النظر عن إيجابية هذه العادات والتقاليد أو سلبيتها ، إلاّ أنّها موجودة عند كل أُمّة من الأُمم ، وتعتبر جزءاً من هوية هذه الأُمّة ، ومن المستحيل أن تعيش أُمّة من دون عادات وتقاليد ، ولا توجد أُمّة من الأُمم لم تتأثّر بأُمم أُخرى.
من التقليد ما هو إيجابي ، ومنه ما هو سلبي
إذن الأُمّة لابدّ لها من التقليد ، والتقليد لا يعتبر سلبياً في كل الأحوال ، بل هو إيجابي في بعض الأحوال ، بل هو ضروري ولازم في أحوال أُخرى ، كما في تقليد أهل التخصّص ، حيث لابدّ من توزيع التخصّصات والمهمّات وفق رؤية علمية صحيحة يستطيع الإنسان أن يركن إليها ، وذلك لأنّ الكائن البشري لا يستطيع أن يكون خبيراً في كل شيء.
وكلامنا هذا لا يقتصر على التقليد الفقهي ، وإنّما يعم جميع التخصّصات ; لأنّ التقليد منهج علمي شريطة أن يخضع لرؤية علمية سليمة ، وموازين صحيحة تعتمد