العمل المحرّم يرفضه الشرع ، ولا يصلح أن يكون علامة للدين باعتبار أنّ الشعيرة علامة.
تطبيق على المولد النبوي
فإذن التحديد الموضوعي والقانوني لأيّ مصداق من مصاديق الشعائر أن يكون موضوعاً مباحاً في نفسه ، ولذلك لم يتحرّج أحدٌ من فقهاء المذاهب الإسلامية ـ عدا الشاذ النادر منهم ـ من اعتبار إحياء المولد النبوي المبارك أمراً حسناً وإيجابياً ، رغم أنّه لم يرد ما يدلّ على إحيائه بصورة خاصة دليل من الشرع ، إلاّ أنّ المذاهب الأربعة ـ فضلا عن مذهب الإمامية لم تتحرّج من الاحتفال بهذه المناسبة الكريمة لأنّ الاحتفال بمولد النبي صلىاللهعليهوآله يحمل في طياته التكريم والتبجيل والتعظيم للنبي محمّد صلىاللهعليهوآله ، وهذا يعتبر تعظيماً للدين ، ويكون مولده شعيرة من الشعائر الدينية.
استحداث أُسلوب جديد في إحياء الشعيرة لا يعتبر بدعة
إذن في الشعائر الدينية لا يرد اعتراض على استحداث أساليب لإحياء الدين باعتبارها بدعة ، و « كلّ بدعة ضلالة » (١) البدعة إنّما تكون في مالم يرخص به الشارع المقدّس ، وذلك لأنّ الشعائر الدينية لم تكن محدّدة بمصداق معيّن بحيث تنطبق على غيره ، نعم هناك بعض العبادات محدّدة كالصلاة ، حيث حدّد الشارع بدايتها بالتكبير ، ونهايتها بالتسليم ، وثلثها الركوع ، وثلثها السجود ، ولها كيفية معينة : أمّا إذا لم يحدّد الشارع كيفية معيّنة ، فيستساغ إحياء الشعيرة بشرط كونها مباحة أو راجحة.
__________________
١ ـ الكافي ١ : ٥٦ ، الحديث ٨ ، كتاب فضل العلم ، باب البدع والرأي والمقائيس.