بها لكونها شعيرة ، وذلك لأنّ كلّ عمل ورد في الشريعة ، إذا لم يكن موضوعه قد عُيّن وحُدّد من قبل الشرع ، فإنّ المتعارف لدى علماء الفقه والاُصول كمنشأ قانوني شرعي أن يحمل على معناه اللغوي.
الشعائر الدينية لا تقتصر على شعائر الحجّ
وهنا في الآية الكريمة قد اُضيفت كلمة « شعيرة » ، « شعائر » ، اُضيفت إلى الله تعالى ، حيث إنّ معنى « الشعيرة » : العلامة والدلالة ، فهذا العنوان الذي أُخذ من الآية اُضيف إلى الله تعالى ، فكلّ ما يكون معلماً دينياً يؤهّله ذلك لأن يكون شعيرة دينية ، وإلاّ فالآية ليست مختصة بشعائر الحجّ ، مع أنّها واردة في سورة الحجّ وتتكلّم عن موضوع يتعلّق بالحجّ.
للشعيرة عدّة مصاديق ، ويشترط فيها عدم الحرمة الشرعية
والدعوى أنّها حقيقة شرعية ولا بدّ فيها من التعبّد ، فهذا خلاف ما يذهب إليه فقهاء كلّ الفرق الإسلامية وعلماء الأُصول ، وهناك ما يسمّى الحقيقة اللغوية للحقيقة الشرعية ، ومقصودهم من الحقيقة الشرعية ذلك المعنى الذي انشأه الشارع بتحديد وترتيب أجزاء معيّنة في أمر معيّن ، كما في الصلاة التي لها معنى خاصّ بها ، حدّده الشارع وتعبّد المكلّفين به ، وإذا لم يرد التعبّد في أمر معيّن ولم يرتّب حكماً من الأحكام عليها ، فحينئذ يبقى المعنى على حاله ، فإذا كان الحال كذلك فأيّ مصداق يكون مؤهّلا لأن يكون من شعائر الله ، إضافة لتلك المصاديق التي جعلها الله من الشعائر.
ومن الطبيعي أنّه يجب أن تكون هذه الشعيرة مباحة أو راجحة شرعاً ، وليس من المعقول أن يكون هذا العمل المراد اعتباره شعيرة عملا محرّماً شرعاً ; لأنّ