إذاً تكون النتيجة أنّ ولاية علي عليهالسلام من صلب الدين الذي بعث به كلّ الأنبياء السابقين.
ونستنتج أيضاً أنّ الدين من دون ولاية علي عليهالسلام غير مرضي عند الله ; لقوله تعالى : ( وَرَضِيتُ لَكُمْ الاِْسْلاَمَ دِيناً ) (١). ومن غير المعقول أبداً أن يبعث الأنبياء بدين غير مرضي عند الله.
وقد جاءت الروايات الكثيرة التي تؤكّد أنَّ ولاية علي عليهالسلام قد بعث بها الأنبياء السابقين (٢).
وولاية علي لم تر الوجود في يوم الغدير ، وإنّما هي موجودة قبل ذلك ، وإنّما أظهرت وأبرزت في ذلك اليوم ، كما أنّ التوحيد موجود قبل محمّد صلىاللهعليهوآله ، ولكن أظهر وأبرز ببعثته صلىاللهعليهوآله ، فكذلك كانت قضية الغدير.
وقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ) (٣).
وهذه الآية أيضاً تدلّ على أنّ الإمامة ركن ركين من الدين وليست قضية ثانوية في الشريعة ; لأنّ عدم التبليغ بإمامة علي عليهالسلام تساوي عدم تبليغ الرسالة بأكملها كما تنصّ الآية.
آية المودّة وقضية الإمامة
وقال تعالى : ( قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) (٤). الضمير « عليه »
__________________
١ ـ المائدة (٥) : ٣.
٢ ـ الاختصاص ١٢ : ٢٥٠.
٣ ـ المائدة (٥) : ٦٧.
٤ ـ الشورى (٤٢) : ٢٣.