الذي هو صفة من صفات الله ، هل من الصحيح أن تكون هذه الصفة أمراً اعتبارياً؟! بل صفات الله أُمور تكوينية ، إذا كان في صميم اعتقادنا وبداية رؤيتنا أنّ العدل صفة كعلم الله وكحياة الله وكقدرة الله وغيرها من الصفات الفعلية والذاتية هذه الصفات من صميم التكوين ، إذن العدل له وجود تكويني ، كما في منطق أهل البيت عليهمالسلام الذي يقول : « بالعدل قامت السماوات والأرض » (١).
المدح الصادق يلازم الكمال ، والذم الصادق يلازم النقص
المدح غير الكمال هذه المغالطة طرحها الأشعري ، وهل يمكن للإنسان أن يمدح النقص؟! وهذا يستلزم أن ننكر الكمال وننكر النقص ، وننكر كلّ هذه الأُمور الخارجية ، وكذلك الأمر بالنسبة للذم فلا يمكن أن نفكّك بين الذم والنقص ، الإنسان يدرك الكمال ، ومن ثمّ ينجذب المدح للكمال ، والمدح يعتبر إخباراً صادقاً عن الكمال ، هذا إذا كان المدح صادقاً ، أمّا إذا كان كاذباً فهو ليس كذلك ، والمدح الصادق يعبّر عن تقرير علمي مطابق للحقيقة ، والمدح معلومة من المعلومات تنبىء عن الكمال ، والذم الحقيقي هو معلومة صادقة تُنبىء عن النقص.
الحقوق الإلهية قبل سن القانون
والذين قالوا : إنّ من دون القانون لا ترسم الحقوق ، ومن دون رسم منظومة الحقوق لا يستتب العدل ، كلامهم هذا ينطوي على مغالطة ناشئة من وجود حقوق اعتبارية بعد رسم منظومة القانون ، يعني : وليدة للقانون ، لكن هناك منظومة للحقوق هي في الواقع قبل القانون ، يعني : حقوق إلهية تكوينية.
__________________
١ ـ تفسير كنز الدقائق ١٢ : ٥٥٣ ، ذيل آية ( وَالَّسمَاءَ رَفَعَهَا ).