الروح على درجات ، والروح تمثّل أساسياً من أركان الدراسات الإنسانية والنفسية والروحية والاجتماعية ، ومن الخطأ الجسيم تعميم أحكام وعناصر البدن على الروح ، ولو فعلنا ذلك سيكتب لنا الإخفاق في تفسير كثير من التكاليف ، ولن نفهم كثيراً من فلسفات التكاليف الإلهية والروح تخاطب بعوالم سابقة على خلق السماوات ، وعوالم ما بعد الدنيا كالبرزخ أو الجنّة أو النّار ، والروح على درجات بحسب العلم وحسب المعرفة ، ولم تخاطب الروح بالجنّة فحسب ، وإنّما خوطبت بما وراء الجنّة ، كما قال تعالى : ( وَعَدَ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّات تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الاَْنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْن وَرِضْوَانٌ مِنْ اللهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) (١) ، فرضوان الله أكبر من الجنّة وقد خوطبت الروح به.
جدوى نبش التاريخ
هناك من يطرح إشكالية تتعلّق بجدوى نبش صفحات التاريخ ، وهنا ينبغي الالتفات إلى أنّ التاريخ يتعلّق بالبدن وليس بالروح ، والروح تعايش كلّ شيء معاصر لها الآن ، ولذلك فأنت ترى أنّنا شيئاً فشيئاً نرى أنّ مكوّنات الروح ليست الأشياء الحاضرة ، ولو كانت الروح كذلك لأصبح الإنسان بدائيّاً كما عاش الإنسان الأوّل في الغابة ـ كما يدّعى ـ ولو تعايش الإنسان مع عناصر زمنه البدنية لكان إنساناً وحشيّاً ; لأنّ الروح هي مخزون من التجارب البشرية ، وتتضمّن الميول والمواقف الإنسانية تجاه مختلف القضايا.
موقف القرآن من الحوادث التاريخية
القرآن الكريم كتاب تاريخ ومواقف ، ومن المعروف أنّه يستعرض الملفّات
__________________
١ ـ التوبة (٩) : ٧٢.