الجذور التاريخية لظاهرة الإرهاب
ظاهرة الإرهاب وظاهرة غياب الحوار هي ظاهرة متولّدة من أعراف معيّنة ، ولا يمكن اجتثاثها إلاّ بالبحث عن المسبّبات التي أدّت إلى ظهورها ، ونحن نحتاج إلى فتح ملفّات الماضي من أجل الوصول إلى بعض النتائج ; لأنّ هذا الإرهاب والعنف وغياب الحوار مرتبط بالماضي من حيث المصدر والمشروعية والتكوّن ، ومن هنا تبرز أهمية الإحياء العاشورائي الذي يتمثّل في محاسبة فكرية لا تقتصر على الماضي فقط أو على الحاضر فقط ، بل هي محاسبة مطلقة ، وهي تمسّ حتّى الأنظمة الفعلية في هذا الزمان.
الحسين عليهالسلام يواجه الطواغيت في كلّ العصور
وما كان من عرقلة لزيارة الإمام الحسين عليهالسلام منذ استشهاده إلى زماننا هذا ينطلق من أنّ الحسين عليهالسلام لا يحاسب عصره فقط ، وإنّما يحاسب الطواغيت في كلّ زمان ومكان ، ويحاسب الأعراف الخاطئة التي تولّدت من تلك المدارس المنحرفة ; ولذلك فإنّ هناك توجّس وتحسّس من قبل الظالمين تجاه مدرسة سيد الشهداء عليهالسلام ، وهناك محاولات من أجل قطع العلاقة بين الشيعة وبين الإحياء العاشورائي الذي يحرصون عليه.
كربلاء سرّ قوّة الشيعة
وقد صدر عن مركز الاستخبارات الأمريكية كتاب ، نشرت عنه بعض الصحف في إيران ، للكاتب مونيكال براينز ، يذكر أنّ الشيعة لا زالوا يحتفظون بفاعلية وحركية تقاوم المخططات الغربية دون بقية المسلمين ، ويذكر أمثلة ، منها : الثورة الإسلامية في إيران ، ومنها : حزب الله في لبنان ، وكيف أنّه أخرج الجيش الإسرائيلي من الجنوب ، وأنّ نداءات يا حسين ويا أبا الفضل العباس قد ألهبت