الشيخ الطوسي ، والسيد الرضي عاش في أواخر القرن الرابع وبدايات القرن الخامس ، وروى هذا العهد في كتاب نهج البلاغة ، ورواه أيضاً ابن أبي شعبة الحرّاني ، الذي كان يعيش في أواسط القرن الرابع المعاصر للشيخ الصدوق من علماء الإمامية في كتابه تحف العقول ، وواقعاً هذا الكتاب اسم على مسمى ، حيث جمع فيه من حكم أهل البيت عليهالسلام في المجالات المختلفة ، ورواه القاضي النعمان ، وهو من علماء الإمامية ، وكان قاضياً أيام حكم الفاطميين في مصر في القرن الرابع والخامس ، رواه في كتابه دعائم الإسلام ، إذن عهد مالك الأشتر له العديد من المصادر.
كوفي عنان وعهد الإمام علي عليهالسلام لمالك الأشتر
وهذا العهد وصل إلى أذن الأمين العام للأُمم المتحدة ، ولكن لم يكن هذا التوصيل بفعل الإعلام الشيعي إنّما وصل إليه ، كما ينقل بعض الإخوة المتتبّعين عبر زوجته السويدية ، ويقول هذا الأخ : إنّ في السويد يعتمدون في دستورهم في أُمور كثيرة على نهج البلاغة ، فالسويديون لهم صلة ثقافية بنهج البلاغة ، وزوجة كوفي عنان ذكرت له هذه الفقرة من عهد أمير المؤمنين عليهالسلام لمالك الأشتر ، وقد ذكرتُ في موضع سابق أنّ هذا العهد لا يتناول مباحث التشريعات عامّة ، وإنّما هو فقه نظمي ، وقد قال الأمين العام للأمم المتحدة : إنّ هذه العبارة من عهد الإمام علي عليهالسلام لمالك الأشتر يجب أن تعلّق على كلّ المؤسسات الحقوقية في العالم ، والعبارة هي : « وأشعر قلبك الرحمة للرعية ، والمحبّة لهم ، واللطف بهم ، ولا تكوننَّ عليهم سَبُعاً ضارياً تغتنم أكلهم ، فإنّهم صنفان : إمّا أخٌ لك في الدين ، وإمّا نظير لك في الخلق » (١) ، وهذه العبارة من ضمن المقاطع النظمية القانونية
__________________
١ ـ نهج البلاغة ، رسائل أمير المؤمنين رقم ٥٣.