الإمام المهدي ( عجّل الله فرجه ) يتصدّى لأُمور المسلمين في غيبته ، ولكن في الخفاء
فهو غائب ، وسينكشف دوره في البشرية عند الظهور ، ومن الخطأ أن نعتقد أنّ الغيبة بمعنى الزوال ، أو أنّه يعيش بعيداً في جزيرة خضراء أو حمراء ، فهو غائب بمعنى أنّه متستّر ومتخفّي ، لا أنّه غائب بمعنى أنّه غير متصدّ أو أنّه متفرّج على ما يحصل ، وهناك حتّى في التراث الشيعي بعض المفاهيم المغلوطة ، فهناك من يقول : إنّ عليّاً كان لمدّة خمس وعشرين سنة جليس البيت ، وهذا خطأ ، هم أزاحوه وأبعدوه عن منصبه الذي نصّبه الله فيه ، ولكن كان له دوره.
أهمية الحكم السرّي في مجريات الأُمور
وليس الدور كلّ الدور في الحكم الظاهري ، اليوم مجريات الأُمور الحقيقية وخباياها لا تكشف في الأخبار ، المعادلات التي تدير البشر غير معلنة ، ولا تنشر الأسرار إلاّ بعد خمسين أو مائة سنة على شكل مذكّرات يكتبها ذلك الوزير أو الشخص المعني ، مع ذلك فإنّ هذه المذكّرات ليس من الضروري أن تكشف كلّ الأسرار والمعادلات التي كانت تمثّل دوافع وأسباباً لحركة معيّنة أو لتصرّف معيّن ، ما يكتب في التاريخ من أسرار هو ما يطفح على السطح ، وما يطفح على السطح ليس هو الحقيقة.
إذا لم يكتب للبشرية سيادة دين الله ، وتدبير رسول الله ، وذي القربى فلن يكتب للبشرية عدالة أبداً ، بل سيكون المنطق السائد هو منطق الإفساد في الأرض ، وتارة يكون الإفساد بالاعتقال والسجن ، وتارة بالتمييز الطائفي والتمييز في فرص العمل والتعليم والظلم الذي يدور في هذا المدار.