بين وجود المحكمات والمتشابهات وبين قوله تعالى ( بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) (١) ، وهذه الآية تقول : إنّ هذه الآيات البيّنات في صدور الذين أوتوا العلم ، ولم تقل : إنّه في المصحف.
هل يمكن أن يوجد كتاب في الرياضيات يحتوي على حلّ جميع المجهولات الرياضية؟ طبعاً لا يوجد.
العالمون بالتأويل ، وأصحاب العلم اللدنّي موجودون في أُمّة محمّد ، وهم الأئمة عليهمالسلام
إذا كان القرآن يحدّثنا عن وجود التأويل عند الذين أوتوا العلم اللدنّي في زمن موسى ، فهل هذا الموقع شاغر في أُمّة محمّة صلىاللهعليهوآله أم أنّ هناك من لديه العلم اللدنّي في أُمّة محمّة صلىاللهعليهوآله؟
إذا كانت شريعة محمّد صلىاللهعليهوآله سيدة الشرائع ، وهي الشريعة الخالدة ، فلا بدّ من وجود هذا الموقع ، وينبغي الإشارة إلى أنّ المسلمين مجمعون على الخضر ، قال الإمام الصادق عليهالسلام : « ... إنّ الله تعالى لمّا كان في سابق علمه أن يقدِّر من عمر القائم عليهالسلام في أيّام غيبته ما يقدّره ، وعلم ما يكون من إنكار عباده بمقدار ذلك العمر في الطول ، طوّل عمر العبد الصالح من غير سبب أوجب ذلك ألا لعلة الاستدلال به على عمر القائم عليهالسلام ... » (٢).
الله تعالى يقول : إنّ في هذه الأُمّة يوجد راسخون في العلم يعلمون التأويل ، والكتاب كلّه بيّن ( بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) (٣) ، الآيات
__________________
١ ـ العنكبوت (٢٩) : ٤٩.
٢ ـ كتاب الغيبة : ١٧٢ ، الحديث ١٢٩.
٣ ـ العنكبوت (٢٩) : ٤٩.