الأنظمة الأُسرية أو القبلية أو الحزبية أو المذهبية وخصوصاً النظام المذهبي الذي له ضرائب خاصّة به ، وله تجمّعات وتكتّلات وآراء وأعراف اجتماعية ومواقف معيّنة وثقافة خاصّة ، وكل هذه الأنظمة تساهم بشكل أو بآخر في مجريات الأحداث في تلك الدولة.
المرجعية الشيعية تعتبر شبه دولة
ولذلك فالسياسيون الغربيون يعتبرون المرجعية الشيعية شبه دولة باعتبار أنّ لها نظامها المالي الخاص ، ولها توجيهات معيّنة ، وجماهير تتبعها ، ونفوذ في القرار السياسي والاقتصادي والعسكري والأُمور الأُخرى ، وهذا ينطبق على المرجعيات السنيّة إذا كانت لها قواعد جماهيرية أيضاً ، وبعبارة أُخرى : إنّ النظام السياسي ما هو إلاّ توازن لمجموعة من القوى والأنظمة في المجتمع.
نفوذ الأئمة وقواعدهم الجماهيرية
وما نريد أن نبيّنه في ضوء هذا الكلام أنّ الأئمة عليهمالسلام وإن لم يتسلّموا زمام الحكم إلاّ أنّ لهم نفوذ واسع في القواعد الجماهيرية في العديد من الفترات التي عاشوها ، كما كان نفوذ واسع للإمام علي عليهالسلام خلال الخمسة وعشرين سنة التي أعقبت وفاة النبي ، وقبل أن يستلّم الخلافة كان له شيعة وأنصار وأتباع ونفوذ ، وكان هؤلاء الأتباع والشيعة تحت نظام الإمام علي عليهالسلام العقائدي والمالي والفكري والثقافي الخاص به.
وقد قال محمد بن إسماعيل لهارون الرشيد : « ما ظننت أنّ في الأرض خليفتين حتى رأيت عمّي موسى بن جعفر يسلّم عليه بالخلافة ، فأرسل هارون إليه بمائة ألف درهم .. » (١).
__________________
١ ـ الكافي ١ : ٤٨٦ ، الحديث ٨ ، باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر.