التاريخية ، وتمثّل هذه الملفّات قائمة كبيرة من القصص التاريخية ، ابتداء من النشأة البشرية حيث يبيّن فيها العناصر الظالمة والعناصر المظلومة ، ويربّي الإنسان على استخلاص الدروس والعبر ، ويطالب القرآن الكريم قارئه على التضامن مع المظلومين في مثل قصص هابيل وقابيل ، وقصّة أصحاب الأخدود ، وقصّة النبيّ يوسف إلى أن يصل إلى زمن النبي صلىاللهعليهوآله ، ويندّد القرآن الكريم بالظالمين ، ويحدّد موقفه بالتصحيح والتخطئة.
كما يوازن الأفكار ، ويحدّد صوابية المدارس الفكرية وانحرافاتها ، ويطالب قارئه أن يقف حيّاً ومتحرّكاً تجاه ما يحدّده القرآن الكريم من مواقف من هؤلاء الأقوام.
القرآن الكريم يخاطب الروح
والقرآن الكريم لا يخاطب البدن ، وإنّما يخاطب الروح ، والروح حاضرة في كلّ هذه الخطابات ، وترتبط الروح بالأحداث الخارجية عن طريق قناة الإدراك ، وهذه القناة كما هي موجودة بين الروح وبين الأحداث الراهنة ، هي موجودة أيضاً بين الروح وبين ما مضى على البدن وما سيأتي عليه ، فالروح على استواء في التفاعل والإدراك والتعايش والتأثير والتأثّر مع كلّ أحداث العالم الجسماني فيما مضى وفيما سيأتي ، وهذا ما يفسّر لنا القاعدة الاعتقادية الفكريّة الشريفة التي تقول : إنَّ الإنسان ملزم بأن يحبّ الصالحين ، ويكره وينفر ويتبرّأ ويشجب ويستنكر الظالمين ، وأنّ من مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حبّ المعروف قلباً ، كما أنّ من مراتب النهي عن المنكر كراهة المنكر قلباً ، فإن كان المعروف واجباً كان حبّه واجباً وإن كان المنكر حراماً فكرهه يكون واجباً أيضاً ، وعن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : قال في حديث : « يا عطيّة ، سمعت حبيبي رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : من أحبّ قوماً حشر معهم ، ومن