الشريف ) ، والحال أنّ الأُمّة لم تجمع على كلّ شيء ، فكيف يكون الإجماع هو المعصوم؟ وفي مسألة الإمامة لم تجمع الأُمّة ، وهناك كثير من الأُمور لا يتحقق فيها الإجماع ، في حين أنّ هذا الشهيد هو شهيد على كلّ شيء ، فهذا الجواب جواب ضعيف يريد به الرازي أن يسترضي به رأي العامّة والله أعلم بنيّته ، وكأنّه يريد أن يستغفل القارىء ; لكي لا يقرّ بوجود المعصوم المهدي من آل محمّد صلىاللهعليهوآله.
الرسول صلىاللهعليهوآله هو شاهد على الشهداء
الرسول صلىاللهعليهوآله هو شاهد على الشهداء من المعصومين ; لأنّ مقامه أعلى ، وملف الشهادة على الأعمال في القرآن الكريم ملف حافل ، ومن الواضح فيه أنّ أئمة أهل البيت عليهمالسلام يشار إليهم في آخر آية من سورة الحجّ : ( وَجَاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَج مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ مَوْلاَكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ) (١) ، يعني : أيّها المخاطبون بالاجتباء والاصطفاء أنتم من نسل إبراهيم ، وليس عموماً الأُمّة الإسلامية.
أوصاف في القرآن الكريم لا تنطبق إلاّ على أهل البيت عليهمالسلام
هناك ثلّة خاصّة انحدرت من نسل إبراهيم ، قال تعالى : ( رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) (٢) ، وهي تلك الذرية المسلمة التي لا تكفر بالله طرفة عين أبداً ، وبعد ذكر علي عليهالسلام يقول بعض أصحاب المذاهب الإسلامية : كرم الله وجهه ; لأنّه لم يكفر بالله ، وقال
__________________
١ ـ الحجّ (٢٢) : ٧٨.
٢ ـ البقرة (٢) : ١٢٨.