الإسلامية ، وفي خطاب عبيد الله بن زياد للعقيلة عليهاالسلام : « كيف رأيت صنع الله بأخيك وأهل بيتك؟ فقالت : ما رأيت إلاّ جميلا ، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم ، وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاجّ وتخاصم ، فانظر لمن الفلج يومئذ ثكلتك أُمّك يابن مرجانه » (١) ، فهو ينطلق من هذا المنطلق ، ولو قلنا بهذا المنطق فسيكون قتل الأنبياء شيئاً صحيحاً وشيئاً يريده الله ; لأنّه أمر تحقق في الخارج ، وكان حقيقة لا يمكن نكرآنها ، وهذا التفيسر غير الصحيح للقضاء والقدر يعتبر أنّ ما يقع هو الصحيح ; لأنّ الله لا يفعل إلاّ ما هو حسن ، وهذا فعل الله ، إذن هذا الفعل فعل حسن ، ومن ثمّ نشأت مدرسة الجبرية ومدرسة القدرية والمرجئة ، وهذا الاتّجاه يخلط الحابل بالنابل في الموازين العقائدية والقانونية والحقوقية ، وهذه المدرسة تخدم السلطات الظالمة بفكرها الذي يبرر الظلم ، ومن ثمّ فقد عمدت السلطات الظالمة للترويج لهذه الأفكار.
خطورة دعم السلطات الظالمة للأفكار المنحرفة
وعندما جاء ابن سينا كان يدور جدل في أنّ حسن العدل وقبح الظلم أمر بديهي أم أمر فرضي؟ فقال : ابن سينا : إنّ العدل أمر اعتباري فرضي وليس أمراً بديهياً حقيقياً ، وهنا تتبيّن خطورة دعم السلطات الظالمة للأفكار غير المستقيمة وآثارها الخطيرة على الأُمّة.
إعداد الأئمة للكوادر الثقافية لمواجهة الفكر المنحرف
الأئمة عليهاالسلام خلال الفترة التي عاصروا فيها الحكومات الظالمة ناهضوا تلك الحكومات ، التي كانت تمثّل الدولة العظمى ، ومع ذلك استطاعوا ـ رغم تلك
__________________
١ ـ بحار الأنوار ٤٥ : ١١٥ ، تاريخ الحسين بن علي سيد الشهداء عليهالسلام ، باب الوقائع المتأخّرة عن قتله عليهالسلام.