المحيطة بقائل النص ، ومن هذا المنطلق استطاع النقد الأدبي أن يخدم العلوم الأُخرى بصورة واسعة ، واستطاع النقد الأدبي أن يكشف بعض جوانب اللاشعور عند كاتب أو قائل النص ، وهذا التحليل الأدبي شبيهٌ بالتحقيقات الجنائية التي تحاول أن تستفيد بكلّ ما يحيط بالجريمة من أجواء ، كذلك المحلّل الادبي يحاول أن يستفيد بكلّ ما يحيط بالنص من أجواء.
التعمّق في النص الأدبي يوازي التأويل في النص الديني
وهذا النقد الأدبي الذي يعتمد على أُسس وأدلة في الاستنتاجات يوازي تأويل النص الديني ، ونرى أنَّ الجميع يحترم النقد الأدبي حتّى أولئك الذين يتّهمون التشيّع بالباطنية والغنوصية والخرافات والأساطير يحترمون هذا النقد الأدبي العميق ، ونحن فتحنا باب التأويل الذي يعتمد على الموازين الصحيحة لا التأويل القائم على التخرّ صات والكذب.
تطوّر علم الفقه
إنّنا نلاحظ أنّ الفقه بدأ بصورة بدائية فبدأ بصورة بسيطة ، ثم ظهرت محاولات في تبويب الفقه ، ثم استخرج العلماء القواعد الشرعية ، ثم أبواب التضارب أو التعارض وعلاجها في النص الديني ، وتوسّعت الأبواب الفقهية والتحليلات الاستدلالية ، فلم يعد الأمر مقتصراً على الفقه ، بل تعدّاه إلى أُصول الفقه والقواعد الفقهية ، فكلّ هذه الأُمور تبحث في قراءة النص الديني ، فكم هو الفارق بين الفقه في عصوره الأُولى وما عليه الفقه في زماننا هذا ، فلو قارنّا بين كتاب فقهي من القرن الرابع وكتاب منهاج الصالحين للسيد الخوئي ( رحمه الله ) أو تحرير الوسيلة للإمام الخميني ( رحمه الله ) نجد أنّ البون واسع حتّى نمط الاستدلال بين العلماء المعاصرين وبين العلماء المتقدّمين يوجد فيه اختلاف كبير ، فسير الفتاوى وآراء الفقهاء في تحليل