الإصغاء إلى أصحاب المصالح والإقطاعيين ، وكلّ قانون مهما كان نوعه ، قانون تجاري أو جمركي أو زراعي أو صناعي أو إداري ، يراعى فيه مصلحة الخاصّة ولا يراعى فيه مصلحة العامّة ، فهو قانون جائر ظالم غاشم لا يراعي العدل الاجتماعي ، وتملأ فيه جيوب الإقطاع ، وتحرم من خلاله الطبقات الفقيرة والمستضعفة وعامّة الناس.
المحور الثاني : ظهور مودّة الرعية
وهو من المحاور المهمّة التي ذكرها أمير المؤمنين عليهالسلام : « وإنّ أفضل قرّة عين الولاة استقامة العدل في البلاد ، وظهور مودّة الرعية » ، وظهور مودّة الرعية ، وارتياح عامّة الناس دليل على نجاح الحاكم ، ومودّة الرعية ليست بكلام الصحف والأقلام المأجورة والصور المعلّقة هنا وهناك ، يقول أمير المؤمنين عليهالسلام في عهده لمالك الأشتر : « وإنّما يستدل على الصالحين ـ أي : الحكّام الصالحين ـ بما يُجري الله لهم على ألسن عباده » (١) ، أي : ألسنة الرعية لا الصحف ولا الثنوات ولا النخبة المنافقة التي تريد التقرّب من السلطان بأيّ وسيلة ، وأنّ ألسنة الرعية هي الصحف الحقيقية والقنوات الحقيقية ، فأمريكا دولة ديمقراطية عادلة في منطق الصحف والفضائيات ووسائل الإعلام ، ولكن لو أتيت لألسنة الشعوب لرأيت أنّ أمريكا دولة ظالمة مستبدّة ، وهذه هي الصحافة الحقيقية ، ففي أمريكا وألمانيا ٤% يسيطرون على الثروات في هاتين الدولتين.
المحور الثالث : الشفافية بين الحاكم والرعية ، وخطر احتجاب الحاكم
ومن المحاور الأُخرى التي يذكرها أمير المؤمنين عليهالسلام في عهده لمالك الأشتر :
__________________
١ ـ نهج البلاغة ، وسائل أمير المؤمنين ، رقم ٥٣.