جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً ) (١).
بعض الآيات التي تدل على أنَّ كل الأنبياء مسلمون
إذن ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الاْسْلاَمُ ) (٢) ، وهذا الإسلام ليس دين محمّد صلىاللهعليهوآله فقط ، وإنّما هو دين كل الأنبياء ، ومن هذا المنطلق يكون التعبير عن شريعة سيّد المرسلين صلىاللهعليهوآله بالشريعة المحمّدية صلىاللهعليهوآله أدق من التعبير عنها بالشريعة الإسلامية ; لأنّ الإسلام هو دين الأنبياء جميعاً ، ولا يختص بالنبي محمّد صلىاللهعليهوآله.
قال تعالى : ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (١٢٧) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (١٢٨) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١٢٩) وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدْ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الاْخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ (١٣٠) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (١٣١) وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِىَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفَى لَكُمْ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) (٣).
هذه الآيات من القرآن الكريم تبيّن بوضوح أنّ هؤلاء الأنبياء جميعاً مسلمون ، ودينهم الإسلام ، والأنبياء جميعاً يتحرّكون في خط واحد ، ويعبدون إلهاً واحداً.
وقد رضي الله عن الدين بإمامة علي عليهالسلام في يوم الغدير ، فقال تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الاِْسْلاَمَ دِيناً ) (٤) ، ولذلك فإمامة
__________________
١ ـ المائدة (٥) : ٤٨.
٢ ـ آل عمران (٣) : ١٩.
٣ ـ البقرة (٢) : ١٢٧ ـ ١٣٢.
٤ ـ المائدة (٥) : ٣.