تحرير العبيد بالثواب الجزيل (١) كما أنّ التشريع الإسلامي جعل بعض الكفارات عتق رقبة عبد ، بل الكثير من الكفارات لا تقع إلاّ بتحرير رقبة لأجل تطويق ظاهرة الرق ، كما أنّ الإسلام قد حثّ على معاملة العبيد بالرفق والحسنى (٢) ، إذن الإسلام كان عنده برنامج للقضاء على هذه الظاهرة ، قد تحمل لون العقوبة في الكفارة على الشخص المخالف للحكم الشرعي ، ولكنّها تحمل في طرفها الآخر تحرير للعبد ، كما أنّ التشريع قد أوجب على السيد الذي يملك الأسير نفقته وضمانه الصحي وضمانه الاجتماعي ومسؤوليته الجنائية ، وسيتحمّل الكثير من أجل أن يبقى هذا العبد تحت عهدته.
فالأحرى بالغربيين الذين يتّهمون الإسلام أن يقرّوا بما فضحهم به مؤتمر مكافحة العنصرية الذي عقد في جنوب أفريقيا أشهر أو في العام الماضي بأنّ ضمانات العبيد الذين استعبدوا بأشنع وأفضع وأشد وأقمع وأقبح طريقة بشرية من قبل البيض لهؤلاء السود ضمانات ضائعة.
نيويورك مدينة بيضاء
حتى اليوم ليس الأبيض كالأسود في الدول الغربية ، وفي خطابه الأخير بكل وقاحة وقلّة حياء ، يصرّح الرئيس الأمريكي : أنّ مدينة نيويورك يجب أن ترجع مدينة بيضاء ، أي : فقط للجنس الأبيض ، فهل هذا منطق إنسان يحترم حقوق الإنسان ، بينما الإسلام يجعل من الرق نظام ضمان وكفالة للعبد أو الأسير مقنّنة ومشروطة ، ومع ذلك يخطط للقضاء على الرق بشكل كلي في عدّة تشريعات فقهية.
__________________
١ ـ وسائل الشيعة ٢٣ : ٩ ، باب استحباب العتق.
٢ ـ جامع أحاديث الشيعة ٢٤ : ٣٧٣ ، باب وجوب نفقة المملوك ورعاية حقوقه واستحباب البرّبه.