العدالة ، مع أنّها متجذّرة ويرتبط بها المجتمع بشدّة ، وتحكيم العدالة ينطلق من منطلق أنّها تكوينية ، أمّا الأعراف فإنّها أُمور اعتبارية يتواضع عليها المجتمع ، وتختلف من مجتمع لآخر.
الأكثرية ليست دائماً حليفة الصواب
في النظرية الإسلامية ، لا سيّما في فكر أهل البيت عليهمالسلام إنّ الأكثرية ليست دائماً حليفة الصواب ; لأنّ هذه الأكثرية قد تبنى على أعراف مريضة ، وقد تشكّل هذه الأعراف أغلالا للمجتمع ، قال تعالى : ( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِىَّ الاُْمِّىَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالاِْنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالاَْغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ ) (١) ، فالأعراف المريضة تمثّل إصراً وأغلالا ، وقد خلّص الرسول صلىاللهعليهوآله مجتمعه من هذا الإصر وهذه الأغلال ، وهذا الدور سيمارسه الإمام الحجّة بن الحسن عجّل الله فرجه.
الأعراف قد تخرج عن نطاق الفطرة
هناك هوّة كبيرة بين الشعارات التي ترفعها الشعوب والحكومات الغربية وبين الأعراف السائدة عندهم. نعم ، هم بشر ولديهم فطرة إنسانية ، ولكن هذا لا ينفي وجود الأعراف الخارجة عن الفطرة بصورة قويّة في ذلك المجتمع.
الإدراك العقلي للعدالة له حدود
العدالة في كلّ مجالاتها السياسية والمالية والاجتماعية وغيرها لها بُعد
__________________
١ ـ الأعراف (٧) : ١٥٧.