السماء ، وقد يعبّر عنها في سائر الآيات بالفطرة وإلهام التقوى والنفس المطمئنة واللّوامة ونحو ذلك.
الدين الإسلامي لا يتنكّر لنزعة التفرقة عند الإنسان ، ولكن يهذّبها
الدين الإسلامي لا يتنكّر لنزعات التفرقة ، ولا يدعو إلى هدمها ، ويعتبرها من حكمة الله ، ولكنه يحذّر من الإفراط فيها أو التمادي فيها الذي يسبّب الحروب والكوارث والظلم ، قال تعالى ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الاَْرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) (١).
الإسلام يعترف بالوطنية والقومية ، ولكنه لا يجعلها أساساً للتفاضل
وهل يعترف الإسلام بالقومية والوطنية والعنصرية والهوية أم أنّه ينفيها تماماً؟
القرآن الكريم لا يتنكّر ولا ينفي ولا يدعو إلى إزالة الهويّات ، والانتماء إلى الوطن أو العرق أو القوم.
ونحن نعتقد بخطأ رأي من قال من الكتّاب الإسلاميين : إنّ الإسلام لا يعترف بالمواطنة أصلا والقومية والهوية التي يتّصف بها الإنسان
هناك إفراط وتفريط في هذه المسألة عند البعض ، أمّا آيات سورة البقرة فتوازن بين الإفراط والتفريط في هذه المسألة.
الإسلام يعترف بالمواطنة والهوية القومية والعرقية ، ولكنه يوازنها بجانب الوحدة المتمثّل في الجانب الروحي الذي يتحرّك في أجواء الهداية التي تطرحها الآيات المذكورة ، والتقوى التي هي أساس التفاضل.
__________________
١ ـ البقرة (٢) : ٣٠.