إلى الجنة ويخاف من النار ويتمتع بالحب الإلهي الذي يمثّل عبادة الأحرار ، فتتكامل عبادته في جوانبها الثلاثة.
لابد من وجود الاقتناع والعامل الثقافي في الطاعة والاتباع
النظام العالمي الموحّد لا يستطيع أن يفرض نفسه بالقوّة العسكرية والأساطيل والجيوش ، ولا يستطيع أن يفرض نفسه عن طريق الضغط بالقوّة الاقتصادية وبشروط بنك النقد الدولي ; لأنّ الطرف المقابل سيتمرّد بمجرد انتهاء هذه القوّة ، ولأنّه لا ينطلق من قناعات.
الحرب العراقية الإيرانية كنموذج
وكشاهد على ما نقول : فإنّ الرئيس الأمريكي ، ولعلّه بوش الأب ، قال : عندما انتهت الحرب البعثية ضدّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، والتي دامت ثمان سنوات ، قال حينها : « لقد أخطأنا في حربنا ; لأنّه بالعمل العسكري زاد عدوّنا قوّة ، وأنفقنا الكثير واستهلكت طاقاتنا ، ولم نصل إلى النتائج المرجوّة » ، وكان يطرح في خطابه السنوي بديلا عن الحرب ، فقال : « سوف ندخل لهم عن طريق الثقافة ، وتغيير الفكر الثقافي ، وهي وسيلة أقل تكلفّة ، وهي أسلم وأنجع وأنفع وأجدى وأكثر تأثيراً ».
وهذا ما يؤكّد أنّ الثقافة هي المقدّمة على الجوانب العسكرية والأمنية والاقتصادية والمالية.
نمتلك الفكر ونفتقد الإعلام ، أمّا هم فيمتلكون الإعلام ويفتقدون الفكر القوي
ومن هنا نحن نؤكّد على الإعلام الذي هو أداة فتّاكة نفتقدها ويتمتّع بها عدوّنا ، وأهم وسيلة آليّة في العولمة وهو آليّة تطبيقية تنجز الوحدة الثقافية ، والسلام