القوانين كان بنمط والآن بنمط آخر ، فكان الشهيد الأوّل والشيخ جعفر كاشف الغطاء وغيرهما يحاولون قراءة النص الديني والاستفادة ممّا وراء النص الديني بعد الاستفادة من النص نفسه ، وما ذكرناه في الفقه أيضاً ينطبق على العقائد والمعارف ، ولازالت جهود الاجتهاد متواصلة.
القبول بالتعدّد ليس مطلقاً
المدرسة الهرمونطيقية تقول بتعدّد القراءات فليس لك أن تلغي قراءة من القراءات التي تفهم النص بصورة معيّنة ، وهي تدعو إلى فتح الباب على مصراعية أمام الاجتهاد في فهم النص ، ونحن نقبل بعض ما تطرحه هذه المدرسة ، كما أشرنا في المدرستين السابقتين.
وأمّا إذا كان قبول هذا التعدّد يفرض علينا أن نشكّك بما قد توصّلنا إليه من حقائق على أُسس علمية وعقلية فإنّنا نرفض قبول القراءة الأُخرى ، وهذا ما أثرناه مع مدرسة التعددية « البلوري ألسم » ، وما قلناه من أنّنا نبحث عن الحق المتوزّع عند هذا الطرف أو ذاك في تلك المدرسة ، نقوله أيضاً في الردّ على هذه المدرسة بحيث إنّنا نريد أن نجمع الحقيقة ونحصل عليها كاملة ، وهي في عقيدتنا توجد كاملة عند المعصوم الذي يستطيع قراءة النصوص الدينية بشكل صحيح ، وهو الذي يمتلك الحقيقة عندما وضعه الله في هذا المنصب ، حتّى الفقيه والمرجع مهما وصل إلى درجة عالية فإنّه يبقى دون درجة المعصوم في عقيدتنا ; لأنّ المعصوم له قنواته الخاصة التي لا يمتلكها غيره ولذلك فقد أخطأ من يعتقد أن الشيعة عندما فتحوا باب الاجتهاد فهم تنازلوا عن شرط العصمة والإمامة ، والصحيح أنّ دور الفقيه يأتي بعد وجود المعصوم ، ودور الفقيه ضروري ، وقد نص عليه القرآن الكريم بقوله :