هل يخضع النظام لرأي الأكثرية؟
أمّا المدرسة الإنسانية فتقول : إنّ مجموع المجتمع البشري له استحقاقات معيّنة ، والمدرسة الإنسانية تنقسم إلى المذاهب ، وهي تنطلق من إنسانية الإنسان لا من قدرته وإمكانيّاته ، وهي تنطلق من إدراكات الإنسان وشهواته وغرائزه ، فإذا كانت الأكثرية قد أرادت الإباحيّة الجنسية فحينئذ تصحّ وتشرع الإباحيّة الجنسية ، وإذا كانت الأكثرية تريد نظاماً مالياً معيّناً أو نظاماً خلقيّاً معيّناً أو نظاماً قانونياً معيّناً فيجب إقرار هذا النظام ، وهي تعتمد على نفوذ رأي الأغلبية ، والليبرالية مدرسة تربّت في أحضان المدرسة الإنسانية.
لابدّ من مراجعة الرؤية الكونية للمدارس الحقوقية والسياسية
يجب علينا حينما نريد أن نفهم المدارس الحقوقية والسياسية والقانونية أن نراجع أُسسها الفلسفية ، أو أُسسها في الرؤية الكونية أو الرؤية الأخلاقية ، وإلاّ فسيكون الحوار والتجاذب العلمي معها عقيماً ; لأنّك إذا فهمت الأُسس استطعت أن تفهم الاستحقاقات التي تطرحها هذه المدرسة أو تلك ، فلابدّ من الرجوع إلى الأُسس.
هل يجب إخضاع القانون للأخلاق؟
هناك جدل قديم وحديث يدور حول : « هل هناك مبادىء أخلاقية يجب أن تحكم القانون أو لا؟ وما هي الأخلاق ، هل الأخلاق لها ثوابت ، ولها مبادىء ، ولها محاور مقدّسة؟ ».
المدارس السماويّة تنظر إلى الأخلاق على أنّ لها قدسيّة خاصّة ، بينما المدارس الأُخرى الوضعيّة لا تنظر إلى الأخلاق على أنّ لها قدسيّة خاصّة ، وعندها فهي لا تقبل أن تحكّم الأخلاق على القوانين والمبادىء الحقوقية وتعتبر