من أجل استمالة أطراف معيّنة ، وقد يحدث هذا في الطائفة الواحدة من أجل تغيير بعض الموازين.
وهناك مؤاخذتان على هذه التعاريف التي ذكرناها :
المؤاخذة الأولى : إغفال عنصر الخفاء.
أنّ هذه التعاريف أغفلت عنصر الخفاء ، مع أنّ العمليات الإرهابية تقوم بها عناصر خفيّة وغير معروفة ، ووراءها أصابع مشبوهة ، وليست كالحرب التي يُعرف الطرفان المتنازعان فيها ، وإغفال عنصر الخفاء جاء متعمّداً حتّى لا تسلّط الأضواء على القوى الكبرى التي تعمل وتقف وراء العمليات الإرهابية في هذا البلد أو ذاك ، فمثلا : الفتنة الطائفية في پاكستان من الواضح أنّ هناك أصابع استكبارية تعمل من تحت الستار ، على إذكاء هذه الفتنة الطائفية التي لا طائل منها سوى تشويه الدين الإسلامي ، وإظهاره بصورة وحشيّة ، بل هم يعملون على زرع ، وتأسيس الفكر المتطرّف ، كتأسيس حكومة طالبان ، وإمدادها بالسلاح لتشويه الإسلام ، والتشويش على التجربة المشرقة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية في تطبيق الإسلام ، وقد انقلب السحر على الساحر ، وتضرّرت أمريكا في نهاية الأمر من تأسيس حركة طالبان وحلفائها.
ومن الأمثلة على هذا الموضوع : إثارة النعرات القوميّة للبربر في المغرب العربي ، فنلاحظ أنّ إذاعة الـ « بي بي سي » تفتح ملفّات قديمة عن البربر ، وعن تعليم لغتهم ، والضرب على أوتار حسّاسة حتّى لو جنوا الثمار بعد سنين متمادية وهذا ما يحدث بالنسبة لنزاع الأقباط في مصر مع المسلمين ، وفي كل بلد يشعلون فتنة مدمّرة ; لكي يضغطوا على جهات معيّنة مستفيدين من تلك الفتنة التي حصلت