أَشَدُّ مِنْ الْقَتْلِ ) (١) ، فتكون الفتنة الإعلامية أشدّ وقعاً من السلاح الحربي ، وذلك لأنّ البشر موجود ذو شعور وإدراك ، ويتأثّر بالفكر ، وعن طريق الفكر تستطيع أن تغيّر اتجاهات ، وتثير حروب أو توقف حروب ، وأن تقلب الموازين هنا وهناك.
العالم الغربي يحتكر التطوّر ولا يكشف أسراره ، ولكن يصدّر الرذيلة والتلوّث البيئي والتلوّث الأخلاقي والتلوّث النفسي ، والبعض من المتأثّرين بالفكر الغربي يعيب على الفقه الإسلامي بأنّه يحلّل ويحرّم ويتكلّم عن الطهارة والنجاسة وغيرها ، والآن تبيّن أنّ التشريع الإسلامي له دور كبير في حفظ المسلمين من الأمراض ، وأنّ أحكامه تحافظ على البيئة وصحة المجتمع.
التعريف السابع للإرهاب هو : « العنف الشديد ضدّ الأبرياء والمسالمين » ، وهذا تعريف صحيح ، وقد تكلّمنا عنه آنفاً.
التعريف الثامن للإرهاب هو : « الاستعمال غير المشروع للقوّة والعنف والعدوان على الأرواح والأموال العامّة والخاصّة ، وأنّه منهد نزاع عنيف يقصد الفاعل بمقتضاه ، وبواسطته الرغبة الناجمة إلى تغليب رأيه السياسي ، وسيطرته على الطرف الآخر من مجتمع أو دولة ».
هذا التعريف لا بأس به إلاّ أنّه لا يبيّن مناط الشرعية وعدم الشرعية ، ومن هي الجهة التي تحدّد هذه الشرعية؟ وعلى أيّ أُسس تحدّد هذه الممارسة أو تلك بأنّها شرعية أو ليست شرعية؟ وهل هي سلمية ومنطقية ودفاعية أو أنّها إرهابية وعدوانية؟
في الإرهاب الإعلامي تحاول الجهة القائمة عليه أن تمارس ضغوطاً معيّنة
__________________
١ ـ البقرة (٢) : ١٩١.