جيل ; ولأنّ البشرية تحتاج دائماً إلى إصلاح ، والوعي البشري يتضمّن برنامجاً إصلاحياً متكاملا ، وإنّ عدم إحياء ما حدث في التأريخ ، وتحديد الموقف تجاهه يسبّب عودة الغدد السرطانية إلى جسم العالم الإسلامي ، وتهدّده من جديد.
خلود الروح الحسينية
والحسين مخلّد ، والخلود هنا هو خلود الروح ، وإلاّ فما فائدة خلود جسد فرعون ، خلود الحسين يعني خلود الروح والأطروحة الحسينية ، فعاشوراء لا زالت حيّة وغضّة وطريّة تربّي الأجيال على قيم الثورة والتحرّر ورفض العبودية.
معياريّة الثورة الحسينية
ونستطيع من خلال الثورة الحسينية أن نكتشف الزلاّت والثغرات في الأطروحات المنحرفة ، ونستطيع أن نجعل الثورة الحسينية معيار الإصلاح الذي نقيس به أيّ حركة إصلاحية ، وعندما يقع الفساد فإنّنا بحاجة إلى رايات الإصلاح ، نحن نمتلك برامج ثريّة وغنيّة لا يمكن أن يدخلها الفساد. ونستطيع من خلال الحسين عليهالسلام أن نسابق البشرية على صعيد حقوق الإنسان ، وعلى صعيد السلم البشري.
ومدرسة سيد الشهداء عليهالسلام فيها ما شاء الله من الكنوز والعطايا ، وعندما نتكلّم عن الإحياء العاشورائي فإنّنا لا نقصد بذلك حضور المجالس الحسينية فحسب ، بل قراءة الوقائع التاريخية الحسينية وتحليلها وتطبيقها على الواقع من مصاديق الإحياء أيضاً ، ونشر هذه الثقافة وتداولها يصبّ في مصبّ الإحياء.
الآن الكل يدّعي الإصلاح ويتبجّج به ، ولكن ما إن ينكشف الغطاء قليلا حتّى يتبيّن خطأ ذلك المنهج وثغراته وزلاّته وسلبياته بعد فوات الأوان.