لأمر البشرية ، وما يحدث عند الظهور هو انكشاف المخفي من حركة الإمام المهدي (عجّل اللّه فرجه الشريف) وهذا الدور لا يقتصر على الإمام المهدي (عجّل اللّه فرجه الشريف) ، بل قام به الإمام علي عليهالسلام خلال الخمسة وعشرين سنة التي أبعد فيها عن الخلافة وغيرها ، وكذلك قام به آدم وإبراهيم ، حيث قال الله : ( وَإِذْ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَات فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) (١) ، فهل كان لإبراهيم عليهالسلام دولة رسمية يرأسها؟ فأيّ إمامة التي يخبرنا بها القرآن الكريم؟ نعم ، التاريخ يحدّثنا أنّ إبراهيم قلب فكر البشرية من فكر وثني صنمي إلى فكر إلهي توحيدي ، وتغيير العقائد من أشكل المشكلات ، والنبي بعث بعد الأربعين ، ولكنه خلال الأربعين لم يكن واضعاً يداً على يد ، بل هو إمام الأئمة صلىاللهعليهوآله.
معنى أُولي الأمر في القرآن الكريم
وقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الاَْمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْء فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الاْخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا ) (٢) ، ولا تعني أُولي الأمر في الجانب السياسي فقط فهذا جانب محدود ، بل هو الأمر الملكوتي ، كما يذكر العلامة الطباطبائي (٣).
الخليفة ليس من الضروري أن يكون نبياً أو رسولا
ففي سورة الشورى : ( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الاِْيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاط
__________________
١ ـ البقرة (٢) : ١٢٤.
٢ ـ النساء (٤) : ٥٩.
٣ ـ الميزان في تفسير القرآن ٤ : ٣٩١.